پرش به محتوا

حدیث معراج: تفاوت میان نسخه‌ها

۱ بایت اضافه‌شده ،  ‏۲۴ دسامبر ۲۰۱۶
جز
imported>Mgolpayegani
imported>Mgolpayegani
خط ۵۲: خط ۵۲:
{{نقل قول دوقلو تاشو| تیتر= حدیث معراج|رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(ع‏) أَنَّ النَّبِيَّ (ص) سَأَلَ رَبَّهُ سُبْحَانَهُ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ فَقَالَ يَا رَبِّ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَيْسَ شَيْ‏ءٌ أَفْضَلَ عِنْدِي مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَيَّ وَ الرِّضَا بِمَا قَسَمْتُ يَا مُحَمَّدُ وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَ وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَعَاطِفِينَ فِيَّ وَ وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ وَ وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيَّ وَ لَيْسَ لِمَحَبَّتِي عِلْمٌ وَ لَا غَايَةٌ وَ لَا نِهَايَةٌ وَ كُلَّمَا رَفَعْتُ لَهُمْ عِلْماً وَضَعْتُ لَهُمْ عِلْماً أُولَئِكَ الَّذِينَ نَظَرُوا إِلَى الْمَخْلُوقِينَ بِنَظَرِي إِلَيْهِمْ وَ لَمْ يَرْفَعُوا الْحَوَائِجَ إِلَى الْخَلْقِ بُطُونُهُمْ خَفِيفَةٌ مِنْ أَكْلِ الْحَرَامِ نَعِيمُهُمْ فِي الدُّنْيَا ذِكْرِي وَ مَحَبَّتِي وَ رِضَائِي عَنْهُمْ يَا أَحْمَدُ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَكُونَ أَوْرَعَ النَّاسِ فَازْهَدْ فِي الدُّنْيَا وَ ارْغَبْ فِي الْآخِرَةِ فَقَالَ إِلَهِي كَيْفَ أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا فَقَالَ خُذْ مِنَ الدُّنْيَا حَفْناً مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ اللِّبَاسِ وَ لَا تَدَّخِرْ لِغَدٍ وَ دُمْ عَلَى ذِكْرِي فَقَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ‏ أَدُومُ عَلَى ذِكْرِكَ فَقَالَ بِالْخَلْوَةِ عَنِ النَّاسِ وَ بُغْضِكَ الْحُلْوَ وَ الْحَامِضَ وَ فَرَاغِ بَطْنِكَ وَ بَيْتِكَ مِنَ الدُّنْيَا يَا أَحْمَدُ احْذَرْ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ الصَّبِيِّ إِذَا نَظَرَ إِلَى الْأَخْضَرِ وَ الْأَصْفَرِ وَ إِذَا أُعْطِيَ شَيْئاً مِنَ الْحُلْوِ وَ الْحَامِضِ اغْتَرَّ بِهِ فَقَالَ يَا رَبِّ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَيْكَ قَالَ اجْعَلْ لَيْلَكَ نَهَاراً وَ نَهَارَكَ لَيْلًا قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ ذَلِكَ قَالَ اجْعَلْ نَوْمَكَ صَلَاةً وَ طَعَامَكَ الْجُوعَ- يَا أَحْمَدُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا مِنْ عَبْدٍ ضَمِنَ لِي بِأَرْبَعِ خِصَالٍ إِلَّا أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ يَطْوِي لِسَانَهُ فَلَا يَفْتَحُهُ إِلَّا بِمَا يَعْنِيهِ وَ يَحْفَظُ قَلْبَهُ مِنَ الْوَسْوَاسِ وَ يَحْفَظُ عِلْمِي وَ نَظَرِي إِلَيْهِ وَ يَكُونُ قُرَّةُ عَيْنَيْهِ الْجُوعَ يَا أَحْمَدُ لَوْ ذُقْتَ حَلَاوَةَ الْجُوعِ وَ الصَّمْتِ وَ الْخَلْوَةِ وَ مَا وَرِثُوا مِنْهَا قَالَ يَا رَبِّ مَا مِيرَاثُ الْجُوعِ قَالَ الحِكْمَةُ وَ حِفْظُ الْقَلْبِ وَ التَّقَرُّبُ إِلَيَّ وَ الْحُزْنُ الدَّائِمُ وَ خِفَّةُ الْمَئُونَةِ بَيْنَ النَّاسِ وَ قَوْلُ الْحَقِّ وَ لَا يُبَالِي عَاشَ بِيُسْرٍ أَمْ بِعُسْرٍ يَا أَحْمَدُ هَلْ تَدْرِي بِأَيِّ وَقْتٍ يَتَقَرَّبُ الْعَبْدُ إِلَيَّ قَالَ [لَا يَا رَبِّ قَالَ‏] إِذَا كَانَ جَائِعاً أَوْ سَاجِداً يَا أَحْمَدُ عَجِبْتُ مِنْ ثَلَاثَةِ عَبِيدٍ عَبْدٍ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ وَ هُوَ يَعْلَمُ إِلَى مَنْ يَرْفَعُ يَدَيْهِ وَ قُدَّامَ مَنْ هُوَ وَ هُوَ يَنْعُسُ وَ عَجِبْتُ مِنْ عَبْدٍ لَهُ قُوتُ يَوْمٍ مِنَ الْحَشِيشِ أَوْ غَيْرِهِ وَ هُوَ يَهْتَمُّ لِغَدٍ وَ عَجِبْتُ مِنْ عَبْدٍ لَا يَدْرِي أَنِّي رَاضٍ عَنْهُ أَوْ سَاخِطٌ عَلَيْهِ وَ هُوَ يَضْحَكُ يَا أَحْمَدُ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ قَصْراً مِنْ لُؤْلُؤٍ فَوْقَ لُؤْلُؤٍ وَ دُرَّةٍ فَوْقَ دُرَّةٍ لَيْسَ فِيهَا قَصْمٌ وَ لَا وَصْلٌ فِيهَا الْخَوَاصُّ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً فَأُكَلِّمُهُمْ كُلَّمَا نَظَرْتُ إِلَيْهِمْ وَ أَزِيدُ فِي مِلْكِهِمْ سَبْعِينَ ضِعْفاً وَ إِذَا تَلَذَّذَ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِالطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ تَلَذَّذُوا أُولَئِكَ بِذِكْرِي وَ كَلَامِي وَ حَدِيثِي قَالَ يَا رَبِّ مَا عَلَامَةُ أُولَئِكَ قَالَ مَسْجُونُونَ قَدْ سَجَنُوا أَلْسِنَتَهُمْ مِنْ فُضُولِ الْكَلَامِ وَ بُطُونَهُمْ مِنْ فُضُولِ الطَّعَامِ يَا أَحْمَدُ إِنَّ الْمَحَبَّةَ لِلَّهِ هِيَ الْمَحَبَّةُ لِلْفُقَرَاءِ وَ التَّقَرُّبُ إِلَيْهِمْ قَالَ وَ مَنِ الْفُقَرَاءُ قَالَ الَّذِينَ رَضُوا بِالْقَلِيلِ وَ صَبَرُوا عَلَى الْجُوعِ وَ شَكَرُوا عَلَى الرَّخَاءِ وَ لَمْ يَشْكُوا جُوعَهُمْ وَ لَا ظَمَأَهُمْ وَ لَمْ يَكْذِبُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ لَمْ يَغْضَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ وَ لَمْ يَغْتَمُّوا عَلَى مَا فَاتَهُمْ وَ لَمْ يَفْرَحُوا بِمَا آتَاهُمْ يَا أَحْمَدُ مَحَبَّتِي مَحَبَّةُ الْفُقَرَاءِ فَأَدْنِ الْفُقَرَاءَ وَ قَرِّبْ مَجْلِسَهُمْ مِنْكَ وَ أَبْعِدِ الْأَغْنِيَاءَ وَ أَبْعِدْ مَجْلِسَهُمْ عَنْكَ فَإِنَّ الْفُقَرَاءَ أَحِبَّائِي يَا أَحْمَدُ لَا تَزَيَّنْ بِلَيِّنِ اللِّبَاسِ وَ طَيِّبِ الطَّعَامِ وَ لَيِّنِ الْوِطَاءِ فَإِنَّ النَّفْسَ مَأْوَى كُلِّ شَرٍّ وَ رَفِيقُ كُلِّ سُوءٍ تَجُرُّهَا إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ تَجُرُّكَ إِلَى مَعْصِيَتِهِ وَ تُخَالِفُكَ فِي طَاعَتِهِ وَ تُطِيعُكَ فِيمَا تكره [يَكْرَهُ‏] وَ تَطْغَى إِذَا شَبِعَتْ وَ تَشْكُو إِذَا جَاعَتْ وَ تَغْضَبُ إِذَا افْتَقَرَتْ وَ تَتَكَبَّرُ إِذَا اسْتَغْنَتْ وَ تَنْسَى إِذَا كَبِرَتْ وَ تَغْفُلُ إِذَا آمَنَتْ وَ هِيَ قَرِينَةُ الشَّيْطَانِ وَ مَثَلُ النَّفْسِ كَمَثَلِ النَّعَامَةِ تَأْكُلُ الْكَثِيرَ وَ إِذَا حُمِلَ عَلَيْهَا لَا تَطِيرُ وَ كَمَثَلِ الدِّفْلَى لَوْنُهُ حَسَنٌ وَ طَعْمُهُ مُرٌّ يَا أَحْمَدُ أَبْغِضِ الدُّنْيَا وَ أَهْلَهَا وَ أَحِبَّ الْآخِرَةَ وَ أَهْلَهَا قَالَ يَا رَبِّ وَ مَنْ أَهْلُ الدُّنْيَا وَ مَنْ أَهْلُ الْآخِرَةِ قَالَ أَهْلُ الدُّنْيَا مَنْ كَثُرَ أَكْلُهُ وَ ضَحِكُهُ وَ نَوْمُهُ وَ غَضَبُهُ قَلِيلُ الرِّضَا لَا يَعْتَذِرُ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ وَ لَا يَقْبَلُ عُذْرَ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ كَسْلَانُ عِنْدَ الطَّاعَةِ شُجَاعٌ عِنْدَ الْمَعْصِيَةِ أَمَلُهُ بَعِيدٌ وَ أَجَلُهُ قَرِيبٌ لَا يُحَاسِبُ نَفْسَهُ قَلِيلُ الْمَنْفَعَةِ كَثِيرُ الْكَلَامِ قَلِيلُ الْخَوْفِ كَثِيرُ الْفَرَحِ عِنْدَ الطَّعَامِ وَ إِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا لَا يَشْكُرُونَ عِنْدَ الرَّخَاءِ وَ لَا يَصْبِرُونَ عِنْدَ الْبَلَاءِ كَثِيرُ النَّاسِ عِنْدَهُمْ قَلِيلٌ يَحْمَدُونَ أَنْفُسَهُمْ بِمَا لَا يَفْعَلُونَ وَ يَدَّعُونَ بِمَا لَيْسَ لَهُمْ وَ يَتَكَلَّمُونَ بِمَا يَتَمَنَّوْنَ وَ يَذْكُرُونَ مَسَاوِئَ النَّاسِ وَ يُخْفُونَ حَسَنَاتِهِمْ فَقَالَ يَا رَبِّ كُلُّ هَذَا الْعَيْبِ فِي أَهْلِ الدُّنْيَا قَالَ يَا أَحْمَدُ إِنَّ عَيْبَ أَهْلِ الدُّنْيَا كَثِيرٌ فِيهِمُ الْجَهْلُ وَ الْحُمْقُ لَا يَتَوَاضَعُونَ لِمَنْ يَتَعَلَّمُونَ مِنْهُ وَ هُمْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ عُقَلَاءُ وَ عِنْدَ الْعَارِفِينَ حُمَقَاءُ يَا أَحْمَدُ إِنَّ أَهْلَ الْخَيْرِ وَ أَهْلَ الْآخِرَةِ رَقِيقَةٌ وُجُوهُهُمْ كَثِيرٌ حَيَاؤُهُمْ قَلِيلٌ حُمْقُهُمْ كَثِيرٌ نَفْعُهُمْ قَلِيلٌ مَكْرُهُمْ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي رَاحَةٍ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي تَعَبٍ كَلَامُهُمْ مَوْزُونٌ مُحَاسِبِينَ لِأَنْفُسِهِمْ مُتَعَيِّبِينَ لَهَا تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَ لَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ أَعْيُنُهُمْ بَاكِيَةٌ وَ قُلُوبُهُمْ ذَاكِرَةٌ إِذَا كُتِبَ النَّاسُ مِنَ الْغَافِلِينَ كُتِبُوا مِنَ الذَّاكِرِينَ فِي أَوَّلِ النِّعْمَةِ يَحْمَدُونَ وَ فِي آخِرِهَا يَشْكُرُونَ دُعَاؤُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَرْفُوعٌ وَ كَلَامُهُمْ مَسْمُوعٌ تَفْرَحُ‏ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ وَ يَدُورُ دُعَاؤُهُمْ تَحْتَ الْحُجُبِ يُحِبُّ الرَّبُّ أَنْ يَسْمَعَ كَلَامَهُمْ كَمَا تُحِبُّ الْوَالِدَةُ الْوَلَدَ وَ لَا يُشْغَلُونَ عَنْهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ وَ لَا يُرِيدُونَ كَثْرَةَ الطَّعَامِ وَ لَا كَثْرَةَ الْكَلَامِ وَ لَا كَثْرَةَ اللِّبَاسِ النَّاسُ عِنْدَهُمْ مَوْتَى وَ اللَّهُ عِنْدَهُمْ حَيٌّ كَرِيمٌ يَدَعُونَ الْمُدْبِرِينَ كَرَماً وَ يَزِيدُونَ الْمُقْبِلِينَ تَلَطُّفاً قَدْ صَارَتِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةُ عِنْدَهُمْ وَاحِدَةً يَا أَحْمَدُ هَلْ تَعْرِفُ مَا لِلزَّاهِدِينَ عِنْدِي قَالَ لَا يَا رَبِّ قَالَ يُبْعَثُ الْخَلْقُ وَ يُنَاقَشُونَ الْحِسَابَ وَ هُمْ مِنْ ذَلِكَ آمِنُونَ إِنَّ أَدْنَى مَا أُعْطِي الزَّاهِدِينَ فِي الْآخِرَةِ أَنْ أُعْطِيَهُمْ مَفَاتِيحَ الْجِنَانِ كُلِّهَا حَتَّى يَفْتَحُوا أَيَّ بَابٍ شَاءُوا وَ لَا أَحْجُبَ عَنْهُمْ وَجْهِي وَ لَأُنْعِمَنَّهُمْ بِأَلْوَانِ التَّلَذُّذِ مِنْ كَلَامِي وَ لَأُجْلِسَنَّهُمْ‏ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ‏ وَ أُذَكِّرُهُمْ مَا صَنَعُوا وَ تَعِبُوا فِي دَارِ الدُّنْيَا وَ أَفْتَحُ لَهُمْ أَرْبَعَةَ أَبْوَابٍ بَابٍ يَدْخُلُ عَلَيْهِمُ الْهَدَايَا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا مِنْ عِنْدِي وَ بَابٍ يَنْظُرُونَ مِنْهُ إِلَيَّ كَيْفَ شَاءُوا بِلَا صُعُوبَةٍ وَ بَابٍ يَطَّلِعُونَ مِنْهُ إِلَى النَّارِ فَيَنْظُرُونَ إِلَى الظَّالِمِينَ كَيْفَ يُعَذَّبُونَ وَ بَابٍ يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ مِنْهُ الْوَصَائِفُ وَ الْحُورُ الْعِينُ قَالَ يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ الزَّاهِدُونَ الَّذِينَ وَصَفْتَهُمْ قَالَ الزَّاهِدُ هُوَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ بَيْتٌ يَخْرَبُ فَيَغْتَمَّ لِخَرَابِهِ وَ لَا لَهُ وَلَدٌ يَمُوتُ فَيَحْزَنَ لِمَوْتِهِ وَ لَا لَهُ شَيْ‏ءٌ يَذْهَبُ فَيَحْزَنَ لِذَهَابِهِ وَ لَا يَعْرِفُهُ إِنْسَانٌ لِيَشْغَلَهُ عَنِ اللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ وَ لَا لَهُ فَضْلُ طَعَامٍ يُسْأَلُ عَنْهُ وَ لَا لَهُ ثَوْبٌ لَيِّنٌ يَا أَحْمَدُ وُجُوهُ الزَّاهِدِينَ مُصْفَرَّةٌ مِنْ تَعَبِ اللَّيْلِ وَ صَوْمِ النَّهَارِ وَ أَلْسِنَتُهُمْ كِلَالٌ إِلَّا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى قُلُوبُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ مَطْعُونَةٌ مِنْ كَثْرَةِ صَمْتِهِمْ قَدْ أَعْطَوُا الْمَجْهُودَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَا مِنْ خَوْفِ نَارٍ وَ لَا مِنْ شَوْقِ جَنَّةٍ وَ لَكِنْ يَنْظُرُونَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَهْلٌ لِلْعِبَادَةِ يَا أَحْمَدُ هَذِهِ دَرَجَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَ الصِّدِّيقِينَ مِنْ أُمَّتِكَ وَ أُمَّةِ غَيْرِكَ وَ أَقْوَامٍ مِنَ الشُّهَدَاءِ قَالَ يَا رَبِّ أَيُّ الزُّهَّادِ أَكْثَرُ زُهَّادُ أُمَّتِي أَمْ زُهَّادُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ إِنَّ زُهَّادَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي زُهَّادِ أُمَّتِكَ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ فِي بَقَرَةٍ بَيْضَاءَ فَقَالَ يَا رَبِّ وَ كَيْفَ ذَلِكَ وَ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرُ قَالَ لِأَنَّهُمْ شَكُّوا بَعْدَ الْيَقِينِ وَ جَحَدُوا بَعْدَ الْإِقْرَارِ قَالَ النَّبِيُّ ص فَحَمِدْتُ اللَّهَ تَعَالَى وَ شَكَرْتُهُ وَ دَعَوْتُ لَهُمْ بِالْحِفْظِ وَ الرَّحْمَةِ وَ سَائِرِ الْخَيْرَاتِ- يَا أَحْمَدُ عَلَيْكَ بِالْوَرَعِ فَإِنَّ الْوَرَعَ رَأْسُ الدِّينِ وَ وَسَطُ الدِّينِ وَ آخِرُ الدِّينِ إِنَّ الْوَرَعَ بِهِ يُتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى يَا أَحْمَدُ إِنَّ الْوَرَعَ زَيْنُ الْمُؤْمِنِ وَ عِمَادُ الدِّينِ إِنَّ الْوَرَعَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ السَّفِينَةِ كَمَا أَنَّ الْبَحْرَ لَا يَنْجُو إِلَّا مَنْ كَانَ فِيهَا كَذَلِكَ لَا يَنْجُو الزَّاهِدُونَ إِلَّا بِالْوَرَعِ يَا أَحْمَدُ مَا عَرَفَنِي عَبْدٌ وَ خَشَعَ لِي إِلَّا خَشَعَ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ يَا أَحْمَدُ الْوَرَعُ يَفْتَحُ عَلَى الْعَبْدِ أَبْوَابَ الْعِبَادَةِ فَيُكْرَمُ بِهِ الْعَبْدُ عِنْدَ الْخَلْقِ وَ يَصِلُ بِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَا أَحْمَدُ عَلَيْكَ بِالصَّمْتِ فَإِنَّ أَعْمَرَ مَجْلِسٍ قُلُوبُ الصَّالِحِينَ وَ الصَّامِتِينَ وَ إِنَّ أَخْرَبَ مَجْلِسٍ قُلُوبُ الْمُتَكَلِّمِينَ بِمَا لَا يَعْنِيهِمْ يَا أَحْمَدُ إِنَّ الْعِبَادَةَ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ مِنْهَا طَلَبُ الْحَلَالِ فَإِنْ أُطِيبَ مَطْعَمُكَ وَ مَشْرَبُكَ فَأَنْتَ فِي حِفْظِي وَ كَنَفِي قَالَ يَا رَبِّ مَا أَوَّلُ الْعِبَادَةِ قَالَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ الصَّمْتُ وَ الصَّوْمُ قَالَ يَا رَبِّ وَ مَا مِيرَاثُ الصَّوْمِ قَالَ الصَّوْمُ يُورِثُ الحِكْمَةَ وَ الحِكْمَةُ تُورِثُ الْمَعْرِفَةَ وَ الْمَعْرِفَةُ تُورِثُ الْيَقِينَ فَإِذَا اسْتَيْقَنَ الْعَبْدُ لَا يُبَالِي كَيْفَ أَصْبَحَ بِعُسْرٍ أَمْ بِيُسْرٍ وَ إِذَا كَانَ الْعَبْدُ فِي حَالَةِ الْمَوْتِ يَقُومُ عَلَى رَأْسِهِ مَلَائِكَةٌ بِيَدِ كُلِّ مَلَكٍ كَأْسٌ مِنْ مَاءِ الْكَوْثَرِ وَ كَأْسٌ مِنَ الْخَمْرِ يَسْقُونَ رُوحَهُ حَتَّى تَذْهَبَ سَكْرَتُهُ وَ مَرَارَتُهُ وَ يُبَشِّرُونَهُ بِالْبِشَارَةِ الْعُظْمَى وَ يَقُولُونَ لَهُ طِبْتَ وَ طَابَ مَثْوَاكَ إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى الْعَزِيزِ الْكَرِيمِ الْحَبِيبِ الْقَرِيبِ فَتَطِيرُ الرُّوحُ مِنْ أَيْدِي الْمَلَائِكَةِ فَتَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ وَ لَا يَبْقَى حِجَابٌ وَ لَا سِتْرٌ بَيْنَهَا وَ بَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهَا مُشْتَاقٌ وَ يَجْلِسُ عَلَى عَيْنٍ عِنْدَ الْعَرْشِ ثُمَّ يُقَالُ لَهَا كَيْفَ تَرَكْتِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ إِلَهِي وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ لَا عِلْمَ لِي بِالدُّنْيَا أَنَا مُنْذُ خَلَقْتَنِي خَائِفٌ مِنْكَ فَيَقُولُ اللَّهُ صَدَقْتَ عَبْدِي كُنْتَ بِجَسَدِكَ فِي الدُّنْيَا وَ رُوحُكَ مَعِي فَأَنْتَ بِعَيْنِي سِرُّكَ وَ عَلَانِيَتُكَ سَلْ أُعْطِكَ وَ تَمَنَّ عَلَيَّ فَأُكْرِمَكَ هَذِهِ جَنَّتِي مُبَاحٌ فتبيح فَتَبَحْبَحْ فِيهَا وَ هَذَا جِوَارِي فَاسْكُنْهُ فَيَقُولُ الرُّوحُ إِلَهِي عَرَّفْتَنِي نَفْسَكَ فَاسْتَغْنَيْتُ بِهَا عَنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ لَوْ كَانَ رِضَاكَ فِي أَنْ أُقَطَّعَ إِرْباً إِرْباً وَ أُقْتَلَ سَبْعِينَ قَتْلَةً بِأَشَدِّ مَا يُقْتَلُ بِهِ النَّاسُ لَكَانَ رِضَاكَ أَحَبَّ إِلَهِي كَيْفَ أُعْجَبُ بِنَفْسِي وَ أَنَا ذَلِيلٌ إِنْ لَمْ تُكْرِمْنِي وَ أَنَا مَغْلُوبٌ إِنْ لَمْ تَنْصُرْنِي وَ أَنَا ضَعِيفٌ إِنْ لَمْ تُقَوِّنِي وَ أَنَا مَيِّتٌ إِنْ لَمْ تُحْيِنِي بِذِكْرِكَ وَ لَوْ لَا سَتْرُكَ لَافْتَضَحْتُ أَوَّلَ مَرَّةٍ عَصَيْتُكَ إِلَهِي كَيْفَ لَا أَطْلُبُ رِضَاكَ وَ قَدْ أَكْمَلْتَ عَقْلِي حَتَّى عَرَفْتُكَ وَ عَرَفْتُ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ وَ الْأَمْرَ مِنَ النَّهْيِ وَ الْعِلْمَ مِنَ الْجَهْلِ وَ النُّورَ مِنَ الظُّلْمَةِ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَا أَحْجُبُ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ كَذَلِكَ أَفْعَلُ بِأَحِبَّائِي يَا أَحْمَدُ هَلْ تَدْرِي أَيُّ عَيْشٍ أَهْنَى وَ أَيُّ حَيَاةٍ أَبْقَى قَالَ اللَّهُمَّ لَا قَالَ أَمَّا الْعَيْشُ الْهَنِي‏ءُ فَهُوَ الَّذِي لَا يَفْتُرُ صَاحِبُهُ عَنْ ذِكْرِي وَ لَا يَنْسَى نِعْمَتِي وَ لَا يَجْهَلُ حَقِّي يَطْلُبُ رِضَايَ لَيْلَهُ وَ نَهَارَهُ وَ أَمَّا الْحَيَاةُ الْبَاقِيَةُ فَهِيَ الَّتِي يَعْمَلُ لِنَفْسِهِ حَتَّى تَهُونَ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَ تَصْغُرَ فِي عَيْنَيْهِ وَ تَعْظُمَ الْآخِرَةُ عِنْدَهُ وَ يُؤْثِرَ هَوَايَ عَلَى هَوَاهُ وَ يَبْتَغِيَ مَرْضَاتِي وَ يُعَظِّمَ حَقَّ عَظَمَتِي وَ يَذْكُرَ عِلْمِي بِهِ وَ يُرَاقِبَنِي بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ عِنْدَ كُلِّ سَيِّئَةٍ وَ مَعْصِيَةٍ وَ يَنْفِيَ قَلْبَهُ عَنْ كُلِّ مَا أَكْرَهُ وَ يُبْغِضَ الشَّيْطَانَ وَ وَسَاوِسَهُ لَا يَجْعَلُ لِإِبْلِيسَ عَلَى قَلْبِهِ سُلْطَاناً وَ سَبِيلًا فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ أَسْكَنْتُ فِي قَلْبِهِ حُبّاً حَتَّى أَجْعَلَ قَلْبَهُ لِي وَ فَرَاغَهُ وَ اشْتِغَالَهُ وَ هَمَّهُ وَ حَدِيثَهُ مِنَ النِّعْمَةِ الَّتِي أَنْعَمْتُ بِهَا عَلَى أَهْلِ مَحَبَّتِي مِنْ خَلْقِي وَ أَفْتَحَ عَيْنَ قَلْبِهِ وَ سَمْعَهُ حَتَّى يَسْمَعَ بِقَلْبِهِ وَ يَنْظُرَ بِقَلْبِهِ إِلَى جَلَالِي وَ عَظَمَتِي وَ أُضَيِّقَ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَ أُبَغِّضَ إِلَيْهِ مَا فِيهَا مِنَ اللَّذَّاتِ وَ أُحَذِّرَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا كَمَا يُحَذِّرُ الرَّاعِي غَنَمَهُ مِنْ مَرَاتِعِ الْهَلْكَةِ فَإِذَا كَانَ هَكَذَا يَفِرُّ مِنَ النَّاسِ فِرَاراً وَ يُنْقَلُ مِنْ دَارِ الْفَنَاءِ إِلَى دَارِ الْبَقَاءِ وَ مِنْ دَارِ الشَّيْطَانِ إِلَى دَارِ الرَّحْمَنِ يَا أَحْمَدُ لَأُزَيِّنَنَّهُ بِالْهَيْبَةِ وَ الْعَظَمَةِ فَهَذَا هُوَ الْعَيْشُ الْهَنِي‏ءُ وَ الْحَيَاةُ الْبَاقِيَةُ وَ هَذَا مَقَامُ الرَّاضِينَ فَمَنْ عَمِلَ بِرِضَائِي أُلْزِمُهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ أُعَرِّفُهُ شُكْراً لَا يُخَالِطُهُ الْجَهْلُ وَ ذِكْراً لَا يُخَالِطُهُ النِّسْيَانُ وَ مَحَبَّةً لَا يُؤْثِرُ عَلَى مَحَبَّتِي مَحَبَّةَ الْمَخْلُوقِينَ فَإِذَا أَحَبَّنِي أَحْبَبْتُهُ وَ أَفْتَحُ عَيْنَ قَلْبِهِ إِلَى جَلَالِي فَلَا أُخْفِي عَلَيْهِ خَاصَّةَ خَلْقِي فَأُنَاجِيهِ فِي ظُلَمِ اللَّيْلِ وَ نُورِ النَّهَارِ حَتَّى يَنْقَطِعَ حَدِيثُهُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ وَ مُجَالَسَتُهُ مَعَهُمْ وَ أُسْمِعُهُ كَلَامِي وَ كَلَامَ مَلَائِكَتِي وَ أُعَرِّفُهُ السِّرَّ الَّذِي سَتَرْتُهُ عَنْ خَلْقِي وَ أُلْبِسُهُ الْحَيَاءَ حَتَّى يَسْتَحِيَ مِنْهُ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ وَ يَمْشِيَ عَلَى الْأَرْضِ مَغْفُوراً لَهُ وَ أَجْعَلَ قَلْبَهُ وَاعِياً وَ بَصِيراً وَ لَا أُخْفِي عَلَيْهِ شي‏ء [شَيْئَاً] مِنْ جَنَّةٍ وَ لَا نَارٍ وَ أُعَرِّفَهُ بِمَا يَمُرُّ عَلَى النَّاسِ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنَ الْهَوْلِ‏ وَ الشِدَّةِ وَ مَا أُحَاسِبُ بِهِ الْأَغْنِيَاءَ وَ الْفُقَرَاءَ وَ الْجُهَّالَ وَ الْعُلَمَاءَ وَ أُنَوِّرُ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَ أُنْزِلُ عَلَيْهِ مُنْكَراً يَسْأَلُهُ وَ لَا يَرَى غَمَّ الْمَوْتِ وَ ظُلْمَةَ الْقَبْرِ وَ اللَّحْدِ وَ هَوْلَ الْمُطَّلَعِ حَتَّى أَنْصِبَ لَهُ مِيزَانَهُ وَ أَنْشُرَ لَهُ دِيوَانَهُ ثُمَّ أَضَعُ كِتَابَهُ فِي يَمِينِهِ فَيَقْرَأُ مَنْشُوراً ثُمَّ لَا أَجْعَلُ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ تَرْجُمَاناً فَهَذِهِ صِفَاتُ الْمُحِبِّينَ يَا أَحْمَدُ اجْعَلْ هَمَّكَ هَمّاً وَاحِداً فَاجْعَلْ لِسَانَكَ وَاحِداً وَ اجْعَلْ بَدَنَكَ حَيّاً لَا تَغْفُلْ أَبَداً مَنْ غَفَلَ عَنِّي لَا أُبَالِي بِأَيِّ وَادٍ هَلَكَ يَا أَحْمَدُ اسْتَعْمِلْ عَقْلَكَ قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ فَمَنِ اسْتَعْمَلَ عَقْلَهُ لَا يُخْطِئُ وَ لَا يَطْغَى يَا أَحْمَدُ أَنْتَ لَا تَغْفُلُ أَبَداً مَنْ غَفَلَ عَنِّي لَا أُبَالِي بِأَيِّ وَادٍ هَلَكَ يَا أَحْمَدُ هَلْ تَدْرِي لِأَيِّ شَيْ‏ءٍ فَضَّلْتُكَ عَلَى سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ قَالَ اللَّهُمَّ لَا قَالَ بِالْيَقِينِ وَ حُسْنِ الْخُلُقِ وَ سَخَاوَةِ النَّفْسِ وَ رَحْمَةٍ بِالْخَلْقِ وَ كَذَلِكَ أَوْتَادُ الْأَرْضِ لَمْ يَكُونُوا أَوْتَاداً إِلَّا بِهَذَا يَا أَحْمَدُ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا جَاعَ بَطْنُهُ وَ حَفِظَ لِسَانَهُ عَلَّمْتُهُ الحِكْمَةَ وَ إِنْ كَانَ كَافِراً تَكُونُ حِكْمَتُهُ حُجَّةً عَلَيْهِ وَ وَبَالًا وَ إِنْ كَانَ مُؤْمِناً تَكُونُ حِكْمَتُهُ لَهُ نُوراً وَ بُرْهَاناً وَ شِفَاءً وَ رَحْمَةً فَيَعْلَمُ مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ وَ يُبْصِرُ مَا لَمْ يَكُنْ يُبْصِرُ فَأَوَّلُ مَا أُبَصِّرُهُ عُيُوبُ نَفْسِهِ حَتَّى يُشْغَلَ بِهَا عَنْ عُيُوبِ غَيْرِهِ وَ أُبَصِّرُهُ دَقَائِقَ الْعِلْمِ حَتَّى لَا يَدْخُلَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ يَا أَحْمَدُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْعِبَادَةِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الصَّمْتِ وَ الصَّوْمِ فَمَنْ صَامَ وَ لَمْ يَحْفَظْ لِسَانَهُ كَانَ كَمَنْ قَامَ وَ لَمْ يَقْرَأْ فِي صَلَاتِهِ فَأُعْطِيهِ أَجْرَ الْقِيَامِ وَ لَمْ أُعْطِهِ أَجْرَ الْعَابِدِينَ يَا أَحْمَدُ هَلْ تَدْرِي مَتَى يَكُونُ لِيَ الْعَبْدُ عَابِداً قَالَ لَا يَا رَبِّ قَالَ إِذَا اجْتَمَعَ فِيهِ سَبْعُ خِصَالٍ وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنِ الْمَحَارِمِ وَ صَمْتٌ يَكُفُّهُ عَمَّا لَا يَعْنِيهِ وَ خَوْفٌ يَزْدَادُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ بُكَائِهِ وَ حَيَاءٌ يَسْتَحِي مِنِّي فِي الْخَلَاءِ وَ أَكْلُ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ وَ يُبْغِضُ الدُّنْيَا لِبُغْضِي لَهَا وَ يُحِبُّ الْأَخْيَارَ لِحُبِّي إِيَّاهُمْ يَا أَحْمَدُ لَيْسَ كُلُّ مَنْ قَالَ أُحِبُّ اللَّهَ أَحَبَّنِي حَتَّى يَأْخُذَ قُوتاً وَ يَلْبَسَ دُوناً وَ يَنَامَ سُجُوداً وَ يُطِيلَ قِيَاماً وَ يَلْزَمَ صَمْتاً وَ يَتَوَكَّلَ عَلَيَّ وَ يَبْكِيَ كَثِيراً وَ يُقِلَّ ضَحِكاً وَ يُخَالِفَ هَوَاهُ وَ يَتَّخِذَ الْمَسْجِدَ بَيْتاً وَ الْعِلْمَ صَاحِباً وَ الزُّهْدَ جَلِيساً وَ الْعُلَمَاءَ أَحِبَّاءَ وَ الْفُقَرَاءَ رُفَقَاءَ وَ يَطْلُبَ رِضَايَ وَ يَفِرَّ مِنَ الْعَاصِينَ فِرَاراً وَ يَشْغَلَ بِذِكْرِي اشْتِغَالًا وَ يُكْثِرَ التَّسْبِيحَ دَائِماً وَ يَكُونَ بِالْعَهْدِ صَادِقاً وَ بِالْوَعْدِ وَافِياً وَ يَكُونَ قَلْبُهُ طَاهِراً وَ فِي الصَّلَاةِ ذَاكِياً وَ فِي الْفَرَائِضِ مُجْتَهِداً وَ قَيِّماً عِنْدِي مِنَ الثَّوَابِ رَاغِباً وَ مِنْ عَذَابِي رَاهِباً وَ لِأَحِبَّائِي قَرِيباً وَ جَلِيساً يَا أَحْمَدُ لَوْ صَلَّى الْعَبْدُ صَلَاةَ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ صَامَ صِيَامَ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ طَوَى مِنَ الطَّعَامِ مِثْلَ الْمَلَائِكَةِ وَ لَبِسَ لِبَاسَ الْعَارِي ثُمَّ أَرَى فِي قَلْبِهِ مِنْ حُبِّ الدُّنْيَا ذَرَّةً أَوْ سُمْعَتِهَا أَوْ رِئَاسَتِهَا أَوْ حُلْيَتِهَا أَوْ زِينَتِهَا لَا يُجَاوِرُنِي فِي دَارِي وَ لَأَنْزِعَنَّ مِنْ قَلْبِهِ مَحَبَّتِي وَ عَلَيْكَ سَلَامِي وَ مَحَبَّتِي.
{{نقل قول دوقلو تاشو| تیتر= حدیث معراج|رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(ع‏) أَنَّ النَّبِيَّ (ص) سَأَلَ رَبَّهُ سُبْحَانَهُ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ فَقَالَ يَا رَبِّ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَيْسَ شَيْ‏ءٌ أَفْضَلَ عِنْدِي مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَيَّ وَ الرِّضَا بِمَا قَسَمْتُ يَا مُحَمَّدُ وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَ وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَعَاطِفِينَ فِيَّ وَ وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ وَ وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيَّ وَ لَيْسَ لِمَحَبَّتِي عِلْمٌ وَ لَا غَايَةٌ وَ لَا نِهَايَةٌ وَ كُلَّمَا رَفَعْتُ لَهُمْ عِلْماً وَضَعْتُ لَهُمْ عِلْماً أُولَئِكَ الَّذِينَ نَظَرُوا إِلَى الْمَخْلُوقِينَ بِنَظَرِي إِلَيْهِمْ وَ لَمْ يَرْفَعُوا الْحَوَائِجَ إِلَى الْخَلْقِ بُطُونُهُمْ خَفِيفَةٌ مِنْ أَكْلِ الْحَرَامِ نَعِيمُهُمْ فِي الدُّنْيَا ذِكْرِي وَ مَحَبَّتِي وَ رِضَائِي عَنْهُمْ يَا أَحْمَدُ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَكُونَ أَوْرَعَ النَّاسِ فَازْهَدْ فِي الدُّنْيَا وَ ارْغَبْ فِي الْآخِرَةِ فَقَالَ إِلَهِي كَيْفَ أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا فَقَالَ خُذْ مِنَ الدُّنْيَا حَفْناً مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ اللِّبَاسِ وَ لَا تَدَّخِرْ لِغَدٍ وَ دُمْ عَلَى ذِكْرِي فَقَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ‏ أَدُومُ عَلَى ذِكْرِكَ فَقَالَ بِالْخَلْوَةِ عَنِ النَّاسِ وَ بُغْضِكَ الْحُلْوَ وَ الْحَامِضَ وَ فَرَاغِ بَطْنِكَ وَ بَيْتِكَ مِنَ الدُّنْيَا يَا أَحْمَدُ احْذَرْ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ الصَّبِيِّ إِذَا نَظَرَ إِلَى الْأَخْضَرِ وَ الْأَصْفَرِ وَ إِذَا أُعْطِيَ شَيْئاً مِنَ الْحُلْوِ وَ الْحَامِضِ اغْتَرَّ بِهِ فَقَالَ يَا رَبِّ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَيْكَ قَالَ اجْعَلْ لَيْلَكَ نَهَاراً وَ نَهَارَكَ لَيْلًا قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ ذَلِكَ قَالَ اجْعَلْ نَوْمَكَ صَلَاةً وَ طَعَامَكَ الْجُوعَ- يَا أَحْمَدُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا مِنْ عَبْدٍ ضَمِنَ لِي بِأَرْبَعِ خِصَالٍ إِلَّا أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ يَطْوِي لِسَانَهُ فَلَا يَفْتَحُهُ إِلَّا بِمَا يَعْنِيهِ وَ يَحْفَظُ قَلْبَهُ مِنَ الْوَسْوَاسِ وَ يَحْفَظُ عِلْمِي وَ نَظَرِي إِلَيْهِ وَ يَكُونُ قُرَّةُ عَيْنَيْهِ الْجُوعَ يَا أَحْمَدُ لَوْ ذُقْتَ حَلَاوَةَ الْجُوعِ وَ الصَّمْتِ وَ الْخَلْوَةِ وَ مَا وَرِثُوا مِنْهَا قَالَ يَا رَبِّ مَا مِيرَاثُ الْجُوعِ قَالَ الحِكْمَةُ وَ حِفْظُ الْقَلْبِ وَ التَّقَرُّبُ إِلَيَّ وَ الْحُزْنُ الدَّائِمُ وَ خِفَّةُ الْمَئُونَةِ بَيْنَ النَّاسِ وَ قَوْلُ الْحَقِّ وَ لَا يُبَالِي عَاشَ بِيُسْرٍ أَمْ بِعُسْرٍ يَا أَحْمَدُ هَلْ تَدْرِي بِأَيِّ وَقْتٍ يَتَقَرَّبُ الْعَبْدُ إِلَيَّ قَالَ [لَا يَا رَبِّ قَالَ‏] إِذَا كَانَ جَائِعاً أَوْ سَاجِداً يَا أَحْمَدُ عَجِبْتُ مِنْ ثَلَاثَةِ عَبِيدٍ عَبْدٍ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ وَ هُوَ يَعْلَمُ إِلَى مَنْ يَرْفَعُ يَدَيْهِ وَ قُدَّامَ مَنْ هُوَ وَ هُوَ يَنْعُسُ وَ عَجِبْتُ مِنْ عَبْدٍ لَهُ قُوتُ يَوْمٍ مِنَ الْحَشِيشِ أَوْ غَيْرِهِ وَ هُوَ يَهْتَمُّ لِغَدٍ وَ عَجِبْتُ مِنْ عَبْدٍ لَا يَدْرِي أَنِّي رَاضٍ عَنْهُ أَوْ سَاخِطٌ عَلَيْهِ وَ هُوَ يَضْحَكُ يَا أَحْمَدُ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ قَصْراً مِنْ لُؤْلُؤٍ فَوْقَ لُؤْلُؤٍ وَ دُرَّةٍ فَوْقَ دُرَّةٍ لَيْسَ فِيهَا قَصْمٌ وَ لَا وَصْلٌ فِيهَا الْخَوَاصُّ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً فَأُكَلِّمُهُمْ كُلَّمَا نَظَرْتُ إِلَيْهِمْ وَ أَزِيدُ فِي مِلْكِهِمْ سَبْعِينَ ضِعْفاً وَ إِذَا تَلَذَّذَ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِالطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ تَلَذَّذُوا أُولَئِكَ بِذِكْرِي وَ كَلَامِي وَ حَدِيثِي قَالَ يَا رَبِّ مَا عَلَامَةُ أُولَئِكَ قَالَ مَسْجُونُونَ قَدْ سَجَنُوا أَلْسِنَتَهُمْ مِنْ فُضُولِ الْكَلَامِ وَ بُطُونَهُمْ مِنْ فُضُولِ الطَّعَامِ يَا أَحْمَدُ إِنَّ الْمَحَبَّةَ لِلَّهِ هِيَ الْمَحَبَّةُ لِلْفُقَرَاءِ وَ التَّقَرُّبُ إِلَيْهِمْ قَالَ وَ مَنِ الْفُقَرَاءُ قَالَ الَّذِينَ رَضُوا بِالْقَلِيلِ وَ صَبَرُوا عَلَى الْجُوعِ وَ شَكَرُوا عَلَى الرَّخَاءِ وَ لَمْ يَشْكُوا جُوعَهُمْ وَ لَا ظَمَأَهُمْ وَ لَمْ يَكْذِبُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ لَمْ يَغْضَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ وَ لَمْ يَغْتَمُّوا عَلَى مَا فَاتَهُمْ وَ لَمْ يَفْرَحُوا بِمَا آتَاهُمْ يَا أَحْمَدُ مَحَبَّتِي مَحَبَّةُ الْفُقَرَاءِ فَأَدْنِ الْفُقَرَاءَ وَ قَرِّبْ مَجْلِسَهُمْ مِنْكَ وَ أَبْعِدِ الْأَغْنِيَاءَ وَ أَبْعِدْ مَجْلِسَهُمْ عَنْكَ فَإِنَّ الْفُقَرَاءَ أَحِبَّائِي يَا أَحْمَدُ لَا تَزَيَّنْ بِلَيِّنِ اللِّبَاسِ وَ طَيِّبِ الطَّعَامِ وَ لَيِّنِ الْوِطَاءِ فَإِنَّ النَّفْسَ مَأْوَى كُلِّ شَرٍّ وَ رَفِيقُ كُلِّ سُوءٍ تَجُرُّهَا إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ تَجُرُّكَ إِلَى مَعْصِيَتِهِ وَ تُخَالِفُكَ فِي طَاعَتِهِ وَ تُطِيعُكَ فِيمَا تكره [يَكْرَهُ‏] وَ تَطْغَى إِذَا شَبِعَتْ وَ تَشْكُو إِذَا جَاعَتْ وَ تَغْضَبُ إِذَا افْتَقَرَتْ وَ تَتَكَبَّرُ إِذَا اسْتَغْنَتْ وَ تَنْسَى إِذَا كَبِرَتْ وَ تَغْفُلُ إِذَا آمَنَتْ وَ هِيَ قَرِينَةُ الشَّيْطَانِ وَ مَثَلُ النَّفْسِ كَمَثَلِ النَّعَامَةِ تَأْكُلُ الْكَثِيرَ وَ إِذَا حُمِلَ عَلَيْهَا لَا تَطِيرُ وَ كَمَثَلِ الدِّفْلَى لَوْنُهُ حَسَنٌ وَ طَعْمُهُ مُرٌّ يَا أَحْمَدُ أَبْغِضِ الدُّنْيَا وَ أَهْلَهَا وَ أَحِبَّ الْآخِرَةَ وَ أَهْلَهَا قَالَ يَا رَبِّ وَ مَنْ أَهْلُ الدُّنْيَا وَ مَنْ أَهْلُ الْآخِرَةِ قَالَ أَهْلُ الدُّنْيَا مَنْ كَثُرَ أَكْلُهُ وَ ضَحِكُهُ وَ نَوْمُهُ وَ غَضَبُهُ قَلِيلُ الرِّضَا لَا يَعْتَذِرُ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ وَ لَا يَقْبَلُ عُذْرَ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ كَسْلَانُ عِنْدَ الطَّاعَةِ شُجَاعٌ عِنْدَ الْمَعْصِيَةِ أَمَلُهُ بَعِيدٌ وَ أَجَلُهُ قَرِيبٌ لَا يُحَاسِبُ نَفْسَهُ قَلِيلُ الْمَنْفَعَةِ كَثِيرُ الْكَلَامِ قَلِيلُ الْخَوْفِ كَثِيرُ الْفَرَحِ عِنْدَ الطَّعَامِ وَ إِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا لَا يَشْكُرُونَ عِنْدَ الرَّخَاءِ وَ لَا يَصْبِرُونَ عِنْدَ الْبَلَاءِ كَثِيرُ النَّاسِ عِنْدَهُمْ قَلِيلٌ يَحْمَدُونَ أَنْفُسَهُمْ بِمَا لَا يَفْعَلُونَ وَ يَدَّعُونَ بِمَا لَيْسَ لَهُمْ وَ يَتَكَلَّمُونَ بِمَا يَتَمَنَّوْنَ وَ يَذْكُرُونَ مَسَاوِئَ النَّاسِ وَ يُخْفُونَ حَسَنَاتِهِمْ فَقَالَ يَا رَبِّ كُلُّ هَذَا الْعَيْبِ فِي أَهْلِ الدُّنْيَا قَالَ يَا أَحْمَدُ إِنَّ عَيْبَ أَهْلِ الدُّنْيَا كَثِيرٌ فِيهِمُ الْجَهْلُ وَ الْحُمْقُ لَا يَتَوَاضَعُونَ لِمَنْ يَتَعَلَّمُونَ مِنْهُ وَ هُمْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ عُقَلَاءُ وَ عِنْدَ الْعَارِفِينَ حُمَقَاءُ يَا أَحْمَدُ إِنَّ أَهْلَ الْخَيْرِ وَ أَهْلَ الْآخِرَةِ رَقِيقَةٌ وُجُوهُهُمْ كَثِيرٌ حَيَاؤُهُمْ قَلِيلٌ حُمْقُهُمْ كَثِيرٌ نَفْعُهُمْ قَلِيلٌ مَكْرُهُمْ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي رَاحَةٍ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي تَعَبٍ كَلَامُهُمْ مَوْزُونٌ مُحَاسِبِينَ لِأَنْفُسِهِمْ مُتَعَيِّبِينَ لَهَا تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَ لَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ أَعْيُنُهُمْ بَاكِيَةٌ وَ قُلُوبُهُمْ ذَاكِرَةٌ إِذَا كُتِبَ النَّاسُ مِنَ الْغَافِلِينَ كُتِبُوا مِنَ الذَّاكِرِينَ فِي أَوَّلِ النِّعْمَةِ يَحْمَدُونَ وَ فِي آخِرِهَا يَشْكُرُونَ دُعَاؤُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَرْفُوعٌ وَ كَلَامُهُمْ مَسْمُوعٌ تَفْرَحُ‏ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ وَ يَدُورُ دُعَاؤُهُمْ تَحْتَ الْحُجُبِ يُحِبُّ الرَّبُّ أَنْ يَسْمَعَ كَلَامَهُمْ كَمَا تُحِبُّ الْوَالِدَةُ الْوَلَدَ وَ لَا يُشْغَلُونَ عَنْهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ وَ لَا يُرِيدُونَ كَثْرَةَ الطَّعَامِ وَ لَا كَثْرَةَ الْكَلَامِ وَ لَا كَثْرَةَ اللِّبَاسِ النَّاسُ عِنْدَهُمْ مَوْتَى وَ اللَّهُ عِنْدَهُمْ حَيٌّ كَرِيمٌ يَدَعُونَ الْمُدْبِرِينَ كَرَماً وَ يَزِيدُونَ الْمُقْبِلِينَ تَلَطُّفاً قَدْ صَارَتِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةُ عِنْدَهُمْ وَاحِدَةً يَا أَحْمَدُ هَلْ تَعْرِفُ مَا لِلزَّاهِدِينَ عِنْدِي قَالَ لَا يَا رَبِّ قَالَ يُبْعَثُ الْخَلْقُ وَ يُنَاقَشُونَ الْحِسَابَ وَ هُمْ مِنْ ذَلِكَ آمِنُونَ إِنَّ أَدْنَى مَا أُعْطِي الزَّاهِدِينَ فِي الْآخِرَةِ أَنْ أُعْطِيَهُمْ مَفَاتِيحَ الْجِنَانِ كُلِّهَا حَتَّى يَفْتَحُوا أَيَّ بَابٍ شَاءُوا وَ لَا أَحْجُبَ عَنْهُمْ وَجْهِي وَ لَأُنْعِمَنَّهُمْ بِأَلْوَانِ التَّلَذُّذِ مِنْ كَلَامِي وَ لَأُجْلِسَنَّهُمْ‏ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ‏ وَ أُذَكِّرُهُمْ مَا صَنَعُوا وَ تَعِبُوا فِي دَارِ الدُّنْيَا وَ أَفْتَحُ لَهُمْ أَرْبَعَةَ أَبْوَابٍ بَابٍ يَدْخُلُ عَلَيْهِمُ الْهَدَايَا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا مِنْ عِنْدِي وَ بَابٍ يَنْظُرُونَ مِنْهُ إِلَيَّ كَيْفَ شَاءُوا بِلَا صُعُوبَةٍ وَ بَابٍ يَطَّلِعُونَ مِنْهُ إِلَى النَّارِ فَيَنْظُرُونَ إِلَى الظَّالِمِينَ كَيْفَ يُعَذَّبُونَ وَ بَابٍ يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ مِنْهُ الْوَصَائِفُ وَ الْحُورُ الْعِينُ قَالَ يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ الزَّاهِدُونَ الَّذِينَ وَصَفْتَهُمْ قَالَ الزَّاهِدُ هُوَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ بَيْتٌ يَخْرَبُ فَيَغْتَمَّ لِخَرَابِهِ وَ لَا لَهُ وَلَدٌ يَمُوتُ فَيَحْزَنَ لِمَوْتِهِ وَ لَا لَهُ شَيْ‏ءٌ يَذْهَبُ فَيَحْزَنَ لِذَهَابِهِ وَ لَا يَعْرِفُهُ إِنْسَانٌ لِيَشْغَلَهُ عَنِ اللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ وَ لَا لَهُ فَضْلُ طَعَامٍ يُسْأَلُ عَنْهُ وَ لَا لَهُ ثَوْبٌ لَيِّنٌ يَا أَحْمَدُ وُجُوهُ الزَّاهِدِينَ مُصْفَرَّةٌ مِنْ تَعَبِ اللَّيْلِ وَ صَوْمِ النَّهَارِ وَ أَلْسِنَتُهُمْ كِلَالٌ إِلَّا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى قُلُوبُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ مَطْعُونَةٌ مِنْ كَثْرَةِ صَمْتِهِمْ قَدْ أَعْطَوُا الْمَجْهُودَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَا مِنْ خَوْفِ نَارٍ وَ لَا مِنْ شَوْقِ جَنَّةٍ وَ لَكِنْ يَنْظُرُونَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَهْلٌ لِلْعِبَادَةِ يَا أَحْمَدُ هَذِهِ دَرَجَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَ الصِّدِّيقِينَ مِنْ أُمَّتِكَ وَ أُمَّةِ غَيْرِكَ وَ أَقْوَامٍ مِنَ الشُّهَدَاءِ قَالَ يَا رَبِّ أَيُّ الزُّهَّادِ أَكْثَرُ زُهَّادُ أُمَّتِي أَمْ زُهَّادُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ إِنَّ زُهَّادَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي زُهَّادِ أُمَّتِكَ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ فِي بَقَرَةٍ بَيْضَاءَ فَقَالَ يَا رَبِّ وَ كَيْفَ ذَلِكَ وَ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرُ قَالَ لِأَنَّهُمْ شَكُّوا بَعْدَ الْيَقِينِ وَ جَحَدُوا بَعْدَ الْإِقْرَارِ قَالَ النَّبِيُّ ص فَحَمِدْتُ اللَّهَ تَعَالَى وَ شَكَرْتُهُ وَ دَعَوْتُ لَهُمْ بِالْحِفْظِ وَ الرَّحْمَةِ وَ سَائِرِ الْخَيْرَاتِ- يَا أَحْمَدُ عَلَيْكَ بِالْوَرَعِ فَإِنَّ الْوَرَعَ رَأْسُ الدِّينِ وَ وَسَطُ الدِّينِ وَ آخِرُ الدِّينِ إِنَّ الْوَرَعَ بِهِ يُتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى يَا أَحْمَدُ إِنَّ الْوَرَعَ زَيْنُ الْمُؤْمِنِ وَ عِمَادُ الدِّينِ إِنَّ الْوَرَعَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ السَّفِينَةِ كَمَا أَنَّ الْبَحْرَ لَا يَنْجُو إِلَّا مَنْ كَانَ فِيهَا كَذَلِكَ لَا يَنْجُو الزَّاهِدُونَ إِلَّا بِالْوَرَعِ يَا أَحْمَدُ مَا عَرَفَنِي عَبْدٌ وَ خَشَعَ لِي إِلَّا خَشَعَ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ يَا أَحْمَدُ الْوَرَعُ يَفْتَحُ عَلَى الْعَبْدِ أَبْوَابَ الْعِبَادَةِ فَيُكْرَمُ بِهِ الْعَبْدُ عِنْدَ الْخَلْقِ وَ يَصِلُ بِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَا أَحْمَدُ عَلَيْكَ بِالصَّمْتِ فَإِنَّ أَعْمَرَ مَجْلِسٍ قُلُوبُ الصَّالِحِينَ وَ الصَّامِتِينَ وَ إِنَّ أَخْرَبَ مَجْلِسٍ قُلُوبُ الْمُتَكَلِّمِينَ بِمَا لَا يَعْنِيهِمْ يَا أَحْمَدُ إِنَّ الْعِبَادَةَ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ مِنْهَا طَلَبُ الْحَلَالِ فَإِنْ أُطِيبَ مَطْعَمُكَ وَ مَشْرَبُكَ فَأَنْتَ فِي حِفْظِي وَ كَنَفِي قَالَ يَا رَبِّ مَا أَوَّلُ الْعِبَادَةِ قَالَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ الصَّمْتُ وَ الصَّوْمُ قَالَ يَا رَبِّ وَ مَا مِيرَاثُ الصَّوْمِ قَالَ الصَّوْمُ يُورِثُ الحِكْمَةَ وَ الحِكْمَةُ تُورِثُ الْمَعْرِفَةَ وَ الْمَعْرِفَةُ تُورِثُ الْيَقِينَ فَإِذَا اسْتَيْقَنَ الْعَبْدُ لَا يُبَالِي كَيْفَ أَصْبَحَ بِعُسْرٍ أَمْ بِيُسْرٍ وَ إِذَا كَانَ الْعَبْدُ فِي حَالَةِ الْمَوْتِ يَقُومُ عَلَى رَأْسِهِ مَلَائِكَةٌ بِيَدِ كُلِّ مَلَكٍ كَأْسٌ مِنْ مَاءِ الْكَوْثَرِ وَ كَأْسٌ مِنَ الْخَمْرِ يَسْقُونَ رُوحَهُ حَتَّى تَذْهَبَ سَكْرَتُهُ وَ مَرَارَتُهُ وَ يُبَشِّرُونَهُ بِالْبِشَارَةِ الْعُظْمَى وَ يَقُولُونَ لَهُ طِبْتَ وَ طَابَ مَثْوَاكَ إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى الْعَزِيزِ الْكَرِيمِ الْحَبِيبِ الْقَرِيبِ فَتَطِيرُ الرُّوحُ مِنْ أَيْدِي الْمَلَائِكَةِ فَتَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ وَ لَا يَبْقَى حِجَابٌ وَ لَا سِتْرٌ بَيْنَهَا وَ بَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهَا مُشْتَاقٌ وَ يَجْلِسُ عَلَى عَيْنٍ عِنْدَ الْعَرْشِ ثُمَّ يُقَالُ لَهَا كَيْفَ تَرَكْتِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ إِلَهِي وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ لَا عِلْمَ لِي بِالدُّنْيَا أَنَا مُنْذُ خَلَقْتَنِي خَائِفٌ مِنْكَ فَيَقُولُ اللَّهُ صَدَقْتَ عَبْدِي كُنْتَ بِجَسَدِكَ فِي الدُّنْيَا وَ رُوحُكَ مَعِي فَأَنْتَ بِعَيْنِي سِرُّكَ وَ عَلَانِيَتُكَ سَلْ أُعْطِكَ وَ تَمَنَّ عَلَيَّ فَأُكْرِمَكَ هَذِهِ جَنَّتِي مُبَاحٌ فتبيح فَتَبَحْبَحْ فِيهَا وَ هَذَا جِوَارِي فَاسْكُنْهُ فَيَقُولُ الرُّوحُ إِلَهِي عَرَّفْتَنِي نَفْسَكَ فَاسْتَغْنَيْتُ بِهَا عَنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ لَوْ كَانَ رِضَاكَ فِي أَنْ أُقَطَّعَ إِرْباً إِرْباً وَ أُقْتَلَ سَبْعِينَ قَتْلَةً بِأَشَدِّ مَا يُقْتَلُ بِهِ النَّاسُ لَكَانَ رِضَاكَ أَحَبَّ إِلَهِي كَيْفَ أُعْجَبُ بِنَفْسِي وَ أَنَا ذَلِيلٌ إِنْ لَمْ تُكْرِمْنِي وَ أَنَا مَغْلُوبٌ إِنْ لَمْ تَنْصُرْنِي وَ أَنَا ضَعِيفٌ إِنْ لَمْ تُقَوِّنِي وَ أَنَا مَيِّتٌ إِنْ لَمْ تُحْيِنِي بِذِكْرِكَ وَ لَوْ لَا سَتْرُكَ لَافْتَضَحْتُ أَوَّلَ مَرَّةٍ عَصَيْتُكَ إِلَهِي كَيْفَ لَا أَطْلُبُ رِضَاكَ وَ قَدْ أَكْمَلْتَ عَقْلِي حَتَّى عَرَفْتُكَ وَ عَرَفْتُ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ وَ الْأَمْرَ مِنَ النَّهْيِ وَ الْعِلْمَ مِنَ الْجَهْلِ وَ النُّورَ مِنَ الظُّلْمَةِ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَا أَحْجُبُ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ كَذَلِكَ أَفْعَلُ بِأَحِبَّائِي يَا أَحْمَدُ هَلْ تَدْرِي أَيُّ عَيْشٍ أَهْنَى وَ أَيُّ حَيَاةٍ أَبْقَى قَالَ اللَّهُمَّ لَا قَالَ أَمَّا الْعَيْشُ الْهَنِي‏ءُ فَهُوَ الَّذِي لَا يَفْتُرُ صَاحِبُهُ عَنْ ذِكْرِي وَ لَا يَنْسَى نِعْمَتِي وَ لَا يَجْهَلُ حَقِّي يَطْلُبُ رِضَايَ لَيْلَهُ وَ نَهَارَهُ وَ أَمَّا الْحَيَاةُ الْبَاقِيَةُ فَهِيَ الَّتِي يَعْمَلُ لِنَفْسِهِ حَتَّى تَهُونَ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَ تَصْغُرَ فِي عَيْنَيْهِ وَ تَعْظُمَ الْآخِرَةُ عِنْدَهُ وَ يُؤْثِرَ هَوَايَ عَلَى هَوَاهُ وَ يَبْتَغِيَ مَرْضَاتِي وَ يُعَظِّمَ حَقَّ عَظَمَتِي وَ يَذْكُرَ عِلْمِي بِهِ وَ يُرَاقِبَنِي بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ عِنْدَ كُلِّ سَيِّئَةٍ وَ مَعْصِيَةٍ وَ يَنْفِيَ قَلْبَهُ عَنْ كُلِّ مَا أَكْرَهُ وَ يُبْغِضَ الشَّيْطَانَ وَ وَسَاوِسَهُ لَا يَجْعَلُ لِإِبْلِيسَ عَلَى قَلْبِهِ سُلْطَاناً وَ سَبِيلًا فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ أَسْكَنْتُ فِي قَلْبِهِ حُبّاً حَتَّى أَجْعَلَ قَلْبَهُ لِي وَ فَرَاغَهُ وَ اشْتِغَالَهُ وَ هَمَّهُ وَ حَدِيثَهُ مِنَ النِّعْمَةِ الَّتِي أَنْعَمْتُ بِهَا عَلَى أَهْلِ مَحَبَّتِي مِنْ خَلْقِي وَ أَفْتَحَ عَيْنَ قَلْبِهِ وَ سَمْعَهُ حَتَّى يَسْمَعَ بِقَلْبِهِ وَ يَنْظُرَ بِقَلْبِهِ إِلَى جَلَالِي وَ عَظَمَتِي وَ أُضَيِّقَ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَ أُبَغِّضَ إِلَيْهِ مَا فِيهَا مِنَ اللَّذَّاتِ وَ أُحَذِّرَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا كَمَا يُحَذِّرُ الرَّاعِي غَنَمَهُ مِنْ مَرَاتِعِ الْهَلْكَةِ فَإِذَا كَانَ هَكَذَا يَفِرُّ مِنَ النَّاسِ فِرَاراً وَ يُنْقَلُ مِنْ دَارِ الْفَنَاءِ إِلَى دَارِ الْبَقَاءِ وَ مِنْ دَارِ الشَّيْطَانِ إِلَى دَارِ الرَّحْمَنِ يَا أَحْمَدُ لَأُزَيِّنَنَّهُ بِالْهَيْبَةِ وَ الْعَظَمَةِ فَهَذَا هُوَ الْعَيْشُ الْهَنِي‏ءُ وَ الْحَيَاةُ الْبَاقِيَةُ وَ هَذَا مَقَامُ الرَّاضِينَ فَمَنْ عَمِلَ بِرِضَائِي أُلْزِمُهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ أُعَرِّفُهُ شُكْراً لَا يُخَالِطُهُ الْجَهْلُ وَ ذِكْراً لَا يُخَالِطُهُ النِّسْيَانُ وَ مَحَبَّةً لَا يُؤْثِرُ عَلَى مَحَبَّتِي مَحَبَّةَ الْمَخْلُوقِينَ فَإِذَا أَحَبَّنِي أَحْبَبْتُهُ وَ أَفْتَحُ عَيْنَ قَلْبِهِ إِلَى جَلَالِي فَلَا أُخْفِي عَلَيْهِ خَاصَّةَ خَلْقِي فَأُنَاجِيهِ فِي ظُلَمِ اللَّيْلِ وَ نُورِ النَّهَارِ حَتَّى يَنْقَطِعَ حَدِيثُهُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ وَ مُجَالَسَتُهُ مَعَهُمْ وَ أُسْمِعُهُ كَلَامِي وَ كَلَامَ مَلَائِكَتِي وَ أُعَرِّفُهُ السِّرَّ الَّذِي سَتَرْتُهُ عَنْ خَلْقِي وَ أُلْبِسُهُ الْحَيَاءَ حَتَّى يَسْتَحِيَ مِنْهُ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ وَ يَمْشِيَ عَلَى الْأَرْضِ مَغْفُوراً لَهُ وَ أَجْعَلَ قَلْبَهُ وَاعِياً وَ بَصِيراً وَ لَا أُخْفِي عَلَيْهِ شي‏ء [شَيْئَاً] مِنْ جَنَّةٍ وَ لَا نَارٍ وَ أُعَرِّفَهُ بِمَا يَمُرُّ عَلَى النَّاسِ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنَ الْهَوْلِ‏ وَ الشِدَّةِ وَ مَا أُحَاسِبُ بِهِ الْأَغْنِيَاءَ وَ الْفُقَرَاءَ وَ الْجُهَّالَ وَ الْعُلَمَاءَ وَ أُنَوِّرُ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَ أُنْزِلُ عَلَيْهِ مُنْكَراً يَسْأَلُهُ وَ لَا يَرَى غَمَّ الْمَوْتِ وَ ظُلْمَةَ الْقَبْرِ وَ اللَّحْدِ وَ هَوْلَ الْمُطَّلَعِ حَتَّى أَنْصِبَ لَهُ مِيزَانَهُ وَ أَنْشُرَ لَهُ دِيوَانَهُ ثُمَّ أَضَعُ كِتَابَهُ فِي يَمِينِهِ فَيَقْرَأُ مَنْشُوراً ثُمَّ لَا أَجْعَلُ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ تَرْجُمَاناً فَهَذِهِ صِفَاتُ الْمُحِبِّينَ يَا أَحْمَدُ اجْعَلْ هَمَّكَ هَمّاً وَاحِداً فَاجْعَلْ لِسَانَكَ وَاحِداً وَ اجْعَلْ بَدَنَكَ حَيّاً لَا تَغْفُلْ أَبَداً مَنْ غَفَلَ عَنِّي لَا أُبَالِي بِأَيِّ وَادٍ هَلَكَ يَا أَحْمَدُ اسْتَعْمِلْ عَقْلَكَ قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ فَمَنِ اسْتَعْمَلَ عَقْلَهُ لَا يُخْطِئُ وَ لَا يَطْغَى يَا أَحْمَدُ أَنْتَ لَا تَغْفُلُ أَبَداً مَنْ غَفَلَ عَنِّي لَا أُبَالِي بِأَيِّ وَادٍ هَلَكَ يَا أَحْمَدُ هَلْ تَدْرِي لِأَيِّ شَيْ‏ءٍ فَضَّلْتُكَ عَلَى سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ قَالَ اللَّهُمَّ لَا قَالَ بِالْيَقِينِ وَ حُسْنِ الْخُلُقِ وَ سَخَاوَةِ النَّفْسِ وَ رَحْمَةٍ بِالْخَلْقِ وَ كَذَلِكَ أَوْتَادُ الْأَرْضِ لَمْ يَكُونُوا أَوْتَاداً إِلَّا بِهَذَا يَا أَحْمَدُ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا جَاعَ بَطْنُهُ وَ حَفِظَ لِسَانَهُ عَلَّمْتُهُ الحِكْمَةَ وَ إِنْ كَانَ كَافِراً تَكُونُ حِكْمَتُهُ حُجَّةً عَلَيْهِ وَ وَبَالًا وَ إِنْ كَانَ مُؤْمِناً تَكُونُ حِكْمَتُهُ لَهُ نُوراً وَ بُرْهَاناً وَ شِفَاءً وَ رَحْمَةً فَيَعْلَمُ مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ وَ يُبْصِرُ مَا لَمْ يَكُنْ يُبْصِرُ فَأَوَّلُ مَا أُبَصِّرُهُ عُيُوبُ نَفْسِهِ حَتَّى يُشْغَلَ بِهَا عَنْ عُيُوبِ غَيْرِهِ وَ أُبَصِّرُهُ دَقَائِقَ الْعِلْمِ حَتَّى لَا يَدْخُلَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ يَا أَحْمَدُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْعِبَادَةِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الصَّمْتِ وَ الصَّوْمِ فَمَنْ صَامَ وَ لَمْ يَحْفَظْ لِسَانَهُ كَانَ كَمَنْ قَامَ وَ لَمْ يَقْرَأْ فِي صَلَاتِهِ فَأُعْطِيهِ أَجْرَ الْقِيَامِ وَ لَمْ أُعْطِهِ أَجْرَ الْعَابِدِينَ يَا أَحْمَدُ هَلْ تَدْرِي مَتَى يَكُونُ لِيَ الْعَبْدُ عَابِداً قَالَ لَا يَا رَبِّ قَالَ إِذَا اجْتَمَعَ فِيهِ سَبْعُ خِصَالٍ وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنِ الْمَحَارِمِ وَ صَمْتٌ يَكُفُّهُ عَمَّا لَا يَعْنِيهِ وَ خَوْفٌ يَزْدَادُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ بُكَائِهِ وَ حَيَاءٌ يَسْتَحِي مِنِّي فِي الْخَلَاءِ وَ أَكْلُ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ وَ يُبْغِضُ الدُّنْيَا لِبُغْضِي لَهَا وَ يُحِبُّ الْأَخْيَارَ لِحُبِّي إِيَّاهُمْ يَا أَحْمَدُ لَيْسَ كُلُّ مَنْ قَالَ أُحِبُّ اللَّهَ أَحَبَّنِي حَتَّى يَأْخُذَ قُوتاً وَ يَلْبَسَ دُوناً وَ يَنَامَ سُجُوداً وَ يُطِيلَ قِيَاماً وَ يَلْزَمَ صَمْتاً وَ يَتَوَكَّلَ عَلَيَّ وَ يَبْكِيَ كَثِيراً وَ يُقِلَّ ضَحِكاً وَ يُخَالِفَ هَوَاهُ وَ يَتَّخِذَ الْمَسْجِدَ بَيْتاً وَ الْعِلْمَ صَاحِباً وَ الزُّهْدَ جَلِيساً وَ الْعُلَمَاءَ أَحِبَّاءَ وَ الْفُقَرَاءَ رُفَقَاءَ وَ يَطْلُبَ رِضَايَ وَ يَفِرَّ مِنَ الْعَاصِينَ فِرَاراً وَ يَشْغَلَ بِذِكْرِي اشْتِغَالًا وَ يُكْثِرَ التَّسْبِيحَ دَائِماً وَ يَكُونَ بِالْعَهْدِ صَادِقاً وَ بِالْوَعْدِ وَافِياً وَ يَكُونَ قَلْبُهُ طَاهِراً وَ فِي الصَّلَاةِ ذَاكِياً وَ فِي الْفَرَائِضِ مُجْتَهِداً وَ قَيِّماً عِنْدِي مِنَ الثَّوَابِ رَاغِباً وَ مِنْ عَذَابِي رَاهِباً وَ لِأَحِبَّائِي قَرِيباً وَ جَلِيساً يَا أَحْمَدُ لَوْ صَلَّى الْعَبْدُ صَلَاةَ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ صَامَ صِيَامَ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ طَوَى مِنَ الطَّعَامِ مِثْلَ الْمَلَائِكَةِ وَ لَبِسَ لِبَاسَ الْعَارِي ثُمَّ أَرَى فِي قَلْبِهِ مِنْ حُبِّ الدُّنْيَا ذَرَّةً أَوْ سُمْعَتِهَا أَوْ رِئَاسَتِهَا أَوْ حُلْيَتِهَا أَوْ زِينَتِهَا لَا يُجَاوِرُنِي فِي دَارِي وَ لَأَنْزِعَنَّ مِنْ قَلْبِهِ مَحَبَّتِي وَ عَلَيْكَ سَلَامِي وَ مَحَبَّتِي.


|از حضرت امير عليه السّلام روايت است كه پيامبر (ص) در شب معراج از خداوند پرسيد: پروردگارا كدام عمل فضيلت بيشترى دارد؟ خداوند پاسخ داد: چيزى نزد من از توكّل به خودم و خشنودى از تقسيم بالاتر نيست. اى محمّد! دوستى خود را نسبت به دوست‌داران لازم نمودم، و محبت خود را به افراد مهربان كه در راه من مهربانى مى‌‏كنند، واجب كردم و محبّت خود را نسبت به كسانى كه به من پيوسته‌‏اند و افرادى كه بر من توكّل نموده‌‏اند، لازم ديدم. بايد بدانى كه دوستى من پايانى ندارد و هر گاه بر دوستى خود نسبت به ايشان بيفزايم، نشانه‌‏اى در آن قرار مى‌‏دهم. آنان كسانى هستند كه چون من به مخلوقاتم مى‌‏نگرند و نيازهاى خود را نزد مردم ابراز نمى‌‏كنند و شكم‌ها را از حرام نگاه مى‌‏دارند. در دنيا به ذكر و محبت من غرق در نعمت‌اند و نهايت رضايت را از ايشان دارم. اى احمد! اگر دوست مى‌‏دارى كه باورع‌‏ترين مردم باشى، نسبت به دنيا زهد پيشه كن و به آخرت تمايل داشته باش. پرسيد: خدايا چگونه زاهدترين باشم؟ فرمود: در دنيا اندكى‏ از خوراكي‌ها و نوشيدني‌ها و پوشيدني‌ها برگير و براى روز بعد ذخيره مكن و بر ذكر من مداومت نما. پرسيد: چگونه بر ذكر تو مداومت كنم؟ فرمود: با دورى از مردم و گرويدن به خلوت و عدم توجّه به تلخ و شيرين دنيا و خالى داشتن شكم و خانه‌ات از نعمت‌هاى دنيايى. اى احمد! بر حذر باش كه مانند كودكان نباشى، كه هر رنگى را مى‌‏بينند و هر چيزى را از ترش و شيرين كه به دست مى‌‏آورند، مغرور مى‌‏گردند. عرض كرد: خدايا مرا به كارى دعوت كن كه با انجام آن به تو نزديك شوم؟ فرمود: شب خود را روز قرار بده و روزت را شب. پرسيد: چگونه؟ فرمود: خوابت را در شب تبديل به نماز و غذايت را در روز گرسنگى كن (و روزه بگير). اى احمد! سوگند به جلال و عزّتم، اگر بنده‏‌اى چهار خصلت را برايم ضمانت نمايد، او را در بهشت داخل مى‌‏كنم: زبانش را جز در موارد لازم باز نكند و دلش را از وسواس حفظ كند و بداند كه من نسبت به تمام حالاتش علم دارم و او را مى‌‏بينم و نور چشمش را گرسنگى بداند(روزه بگيرد). اى احمد! اگر شيرينى گرسنگى (و روزه) و خاموشى و خلوت و دورى از مردم و نتايجى كه در پى دارند، مى‌‏چشيدى (هميشه بر آنها ملازمت مى‌‏كردى)؟ پرسيد: خداوندا نتيجه گرسنگى چيست؟ فرمود: كسب حكمت و دانش و حفظ قلب و تقرّب به من و حزن دائم و سبكى مخارج زندگى در ميان مردم و گفتن سخن حقّ است و باك نداشتن از اينكه زندگى با آسانى مى‌‏گذرد يا با سختى. اى احمد! آيا مى‌‏دانى بنده در چه وقت به من تقرّب مى‌‏يابد؟ عرضه داشت: نه اى پروردگار من. فرمود: هنگامى كه گرسنه (و روزه) باشد و يا در حال سجده. اى احمد! در شگفتم از سه كس: بنده‌‏اى كه در حال نماز است و مى‌‏داند به سوى چه كسى دست را بالا برده و مقابل چه كسى ايستاده و چرت مى‌‏زند و در شگفتم از كسى كه خوراك يك روز را دارد، با اين وصف در فكر مخارج فردا است و برايش تلاش مى‌‏كند، و در شگفتم از بنده‌‏ام كه نمى‌‏داند من از او راضيم يا خشمگين، با اين حال مى‌‏خندد. اى احمد! در بهشت قصرى از لؤلؤ و دُرّ ساخته شده كه بندگان خاص را به آنجا برم و هر روز هفتاد بار به ايشان مى‌‏نگرم و با آنان سخن مى‌‏گويم و در هر بار نگاه، قصرشان را هفتاد برابر وسيع مى‌‏نمايم، و هنگامى كه اهل بهشت با خوراك و نوشيدنى لذّت برند، ايشان با ياد و سخن گفتن با من لذّت مى‌‏برند. پرسيد: خدايا نشانه اينان چيست؟ فرمود: آنان كسانى هستند كه زبان خود را از گفتار بيهوده و شكمشان را از زيادى طعام حفظ مى‌‏نمايند. اى احمد! محبّت و دوستى من، دوستى با فقرا و معاشرت و آميزش با ايشان است، پرسيد: فقرا چه كسانى هستند؟ فرمود: كسانى هستند كه به اندک از مال دنيا خرسندند، و بر گرسنگى صبر مى‌‏كنند و در نعمت و آسايش سپاس‌گزارند، و از گرسنگى و تشنگى خود به‏ كسى شكوه نمى‌‏برند و دروغ نمى‌‏گويند و بر من خشم نمى‌‏گيرند، و به آنچه از دنياى ايشان فوت شده، غمگين و محزون نمى‌‏گردند و به آنچه به ايشان رسيده، خوشحال نمى‌‏شوند. اى احمد! دوستى با من، دوستى با فقرا است. پس به ايشان نزديك شو و آنان را به خود نزديك كن و در مجالس‌شان حاضر شو تا من به تو نزديك شوم و از توانگران و مجالس‌شان دورى كن. زيرا فقرا دوستان من هستند. اى احمد! لباس‌هاى فاخر و نرم را بر خود مپوش و خوراك‌هاى رنگارنگ را مخور و خوابگاه خود را نرم مكن. زيرا نفس جايگاه هر شرّ و دوست هر بدى است. تو او را به اطاعت خدا وامى‌‏دارى و نفس تو را به گناه او فرا مى‌‏خواند و در اطاعت خدا با تو مخالفت مى‌‏نمايد و در آنچه خوش ندارى، اطاعتت مى‌‏كند و هنگامى كه سيرش كنى، سر به طغيان برمى‌‏دارد، و چون گرسنه بماند، شكايت مى‌‏كند و چون محتاج شود، خشم مى‌‏گيرد و چون توانگر گردد، تكبّر مى‏‌نمايد و چون به مقامى برسد، مرا فراموش مى‌‏كند، و چون ايمن گردد، از (من) غافل مى‌‏گردد. او به شيطان نزديك است و مَثَل آن، مَثَل شتر مرغ است؛ بسيار مى‌‏خورد و بار نمى‏‌برد و بسان خرزهره است كه رنگى زيبا و طعمى تلخ دارد. اى احمد! دنيا و اهل آن را دوست مدار و آخرت و اهل آن را دوست خود گير. پرسيد خدايا اهل دنيا و آخرت چه كسانى هستند؟ فرمود: اهل دنيا كسى است كه بسيار بخورد و بسيار بخندد و بسيار خشم گيرد و هر اندازه مال داشته باشد، راضى نگردد. به كسى كه بدى كرده، عذر نمى‌‏خواهد، و كسى كه از او عذر بخواهد، نمى‌‏پذيرد. هنگام طاعت و عبادت‏، كسل و هنگام معصيت، شجاع است. آرزويش دراز و مرگش نزديك است و خود را محاسبه نمى‏‌كند، سودش به ديگران كم و گفتارش بسيار است. ترسش (از خدا) اندك و هنگام خوردن غذا بسيار شاد است، و هنگام رسيدن نعمت از خدا سپاسگزارى نمى‌‏كند و موقع بلا صبر ندارد. مردم را با ديده تحقير مى‏نگرد و خود را مى‏ستايد كه چنين و چنان كردم؛ در حالی كه كارى صورت نمى‌‏دهد و به چيزى كه از او نيست و ديگران را دعوت مى‌‏كنند و بر ديگران (اگر كارى كوچك كرده باشند) منّت مى‌‏گذارند و همواره از بدي‌هاى مردم سخن مى‏‌گويند. اى احمد! دنيا پرستان زشتي‌هاى بسيارى دارند، از جمله نادان هستند و احمق و به استاد خود احترام نمى‌‏گذارند و خود را عاقل و خردمند مى‏دانند، و حال اينكه نزد عارفان، گروهى احمق هستند. اى احمد! اهل خير و آخرت، صورت‌هاى نحيف و لاغرى دارند و حياى ايشان بسيار و حماقتشان اندك و سودشان به ديگران بي‌شمار و نيرنگشان كم است و مردم از دستشان در آسايش‌‏اند و نفسشان در رنج، گفتارشان وزين است و خود را محاسبه مى‌‏كنند و نفس را به زحمت مى‌‏اندازند. چشمانشان مى‏‌خوابد، اما دل‌هايشان بيدار است. چشمانشان گريان و دل‌هايشان به ياد من است. هنگامى كه مردم از غافلان نوشته شوند، ايشان از ذاكران محسوب مى‌‏گردند. در آغاز نعمت حمد خدا را و در آخرش شكر او را به ‏جا مى‌‏آورند. دعايشان به نزد خدا بالا مى‌‏رود و كلامشان شنيده مى‌‏شود و فرشتگان را شاد مى‏‌كند و دعايشان به زير عرش مى‌‏رسد و خداوند دوست مى‌‏دارد آن را بشنود، چنان كه مادر و فرزند را، و لحظه‌‏اى از خدا غافل نمى‌‏گردند. زيادى طعام و غذا را نمى‌‏خواهند، و لباس‌هاى بسيار براى خود تهيه نمى‌‏كنند. مردمان(دنياپرست) نزد ايشان چون مرده تلقى مى‏‌گردد و خدا را حىّ و بزرگوار مى‌‏دانند. پشت‌‏كنندگان را به (خدا) دعوت مى‌‏كنند و به واردين، مهربانى بسيار كنند و دنيا و آخرت در نظرشان يكسان است. اى احمد! آيا مى‌‏دانى زاهدان نزد من چه مقامى دارند؟ عرض كرد: نه خداى من. فرمود: در روز رستاخيز كه مردم به پاى حساب مى‌‏روند و به اعمالشان سخت‌‏گيرى مى‏‌شود، ايشان از حساب در امانند و كوچکترين چيزى كه در آخرت به زاهدان مى‏بخشم، همه كليدهاى بهشت است تا هر درى را كه مى‌‏خواهند بگشايند و رويم را از آنان نمى‌‏پوشانم و آنان را به اقسام نعمت‌ها مثل تكلّم با آنان، خشنود مى‌‏سازم، و ايشان را در جايگاه «صدق» مى‏‌نشانم و اعمال نيك و رنجى كه در دنيا ديده‏‌اند را به يادشان مى‌‏آورم و چهار در را به رويشان مى‏‌گشايم: درى كه صبح و شام هديه‌‏ها از سوى من به سويشان گسيل مى‌‏گردد و درى كه از آن به سوى من بدون سختى و هر گونه كه خواستند، مى‌‏نگرند و درى كه از آن به اهل آتش نگاه مى‌‏كنند و ستم‌كاران را مى‌‏بينند كه به چه عذاب‌هايى گرفتارند و درى كه از آن، كنيزكان‏ و حور العين نزدشان مى‌‏روند. پرسيد: خدايا اين زاهدان چه كسانى هستند؟ فرمود: زاهد كسى است كه خانه‌‏اى ندارد تا خراب شود و برايش مغموم گردد و فرزندى ندارد كه از مرگش محزون شود و مالى ندارد كه از دستش برود و برايش اندوهگين شود و كسى او را نمى‌‏شناسد، تا لحظه‌‏اى از ذكر خدا بازش بدارد، و پس‌مانده غذا ندارد كه در باره‌‏اش از او بازخواست شود و جامه نرمى هم ندارد. اى احمد! صورت‌هاى زاهدان از خستگى شب و روزه روز به زردى مى‌‏گرايد و زبانشان به ذكر خدا مشغول است. دل‌هايشان از كثرت سكوت، ملول‌ است و سخت در تلاش عبادت‌اند؛ نه از ترس آتش و يا شوق بهشت، بلكه به ملكوت آسمان‌ها و زمين مى‌‏نگرند (و قدرت او را مى‏‌بينند) و مى‌‏فهمند كه او شايسته عبادت است. اى احمد! اين درجه پيامبران و صديقان است كه به امّت تو و امّت‌هاى پيامبران پيشين و به برخى از شهيدان داده‏‌ام. عرض كرد: خدايا زاهدان امّت من بيشترند، يا زاهدان بنى اسرائيل؟ فرمود: زاهدان بنى اسرائيل نسبت به زاهدان امّت تو، مانند يك موى سياه در بدن گاوى سفيد است. پرسيد: چگونه چنين است و حال اينكه عدد آنان بيشتر بوده است؟ فرمود: عدد آنان بيشتر بود، اما پس از يقين، گرفتار شک شدند و پس از اقرار، به انكار گرويدند. پيامبر صلّى اللَّه عليه و آله و سلم روايت كرد كه در اين موقع، خدا را سپاس گفتم و براى زاهدان امت خود، دعا كردم و رحمت و ساير خيرات را بر ايشان خواستار گرديدم تا هميشه ثابت قدم بمانند. اى احمد! ورع و پرهيزكارى را شيوه و شعار خود ساز، زيرا ورع اول و وسط و آخر دين است و به وسيله آن مى‌‏توان به خداوند تقرّب جست. اى احمد! ورع زينت مؤمن و ستون دين است و مانند كشتى در دريا است كه هر كس بر آن سوار شود نجات يابد و زاهدان نجات نمى‏‌يابند مگر به داشتن ورع. اى احمد! هيچ بنده‌‏اى مرا نشناخت و برايم تواضع ننمود، مگر اينكه همه چيز را برايش فروتن مى‌‏سازم. اى احمد! به وسيله ورع است كه درهاى عبادت به روى بنده باز مى‌‏گردد و به وسيله آن بنده من نزد مردم بزرگ مى‌‏گردد و به خداى خود تقرّب مى‏‌جويد و مقامى ارجمند كسب مى‌‏نمايد. اى احمد! خاموشى را شيوه خود ساز، زيرا آبادترين مكان‌ها قلوب كسانى است كه با خاموشى و خوددارى از سخنان بيهوده، قلب خود را آباد می‌كنند و خراب‏‌‌ترين مكان‌ها دل‌هاى كسانى است كه با سخنان لغو و بيهوده دل‌هاى خود را ويران مى‌‏سازند. اى احمد! عبادت ده جزء دارد، و نه جزء آن در طلب روزى و كسب حلال است و اگر تلاش نمودى كه خوراكت پاك و حلال باشد، در پناه من خواهى بود. پرسيد: خدايا آغاز عبادت چيست؟ فرمود: خاموشى و روزه گرفتن. پرسيد: خداوندا نتيجه روزه‏‌دارى چيست؟ فرمود: نتيجه روزه كسب حكمت و حكمت سبب معرفت و معرفت سبب يقين مى‏‌گردد و هر گاه مرتبه يقين براى بنده‌‏اى حاصل شود، به زندگى خود اهميّت نمى‌‏دهد، كه آيا به سختى مى‌‏گذرد يا به راحتى؟ چون هنگام مرگ بنده فرا مى‌‏رسد، در حالت مرگ، فرشتگان بر بالين سرش حاضر و هر كدام كاسه‌‏اى پر از آب كوثر و كاسه‌‏اى از شراب (بهشتى) بر دو دست دارند و به او مى‏‌نوشانند تا تلخى و سختى مرگ از او دفع شود و او را به بشارتى بزرگ مژده دهند و به او مى‏‌گويند: خوش آمدى و چه جايگاه نيكويى برايت آماده گشته و تو بر خداى عزيز و كريم و دوست نزديك خود واردشده‌‏اى. سپس روحش از دست فرشتگان به پرواز درآيد و به سوى خدا بالا رود و در كم‌ترين وقتى حجاب بين او و خداوند برداشته شود و خداوند مشتاق ديدار او است و روح اين بنده در كنار چشمه‌‏اى نزد عرش مى‌‏نشيند. سپس از او سؤال شود: چگونه دنيا را ترك گفتى؟ گويد: خدايا به عزّت و جلالت سوگند خبرى از دنيا ندارم، زيرا از آغاز زندگى، از تو ترسان بوده‌‏ام (و توجهى به امور دنيا نداشته‌‏ام) خداوند فرمايد: آرى راست گفتى، پيكرت در دنيا و روحت با من بود. اكنون هر چه خواهى طلب كن تا به تو عطا كنم و اين است بهشت من كه بر تو مباح شده، تا در همسايگى من ساكن شوى، پس روح مؤمن گويد: خدايا خود را به من شناساندى و من از شناخت تو از ديگران بى‌‏نياز گشتم و سوگند به عزّت و جلالت، اگر خشنودى تو در اين بود كه بدنم قطعه قطعه گردد و هر روز هفتاد بار به سخت‏‌ترين شيوه‌‏ها كشته شوم، من رضايت تو را از صميم قلب مى‏‌طلبيدم. پروردگارا چگونه خودخواه و متكبّر مى‌‏شدم و حال اينكه من ذليل دست تو بودم و اگر تو دستم را نمى‌‏گرفتى و توفيق عنايت نمى‌‏كردى، من مغلوب (نفس) بودم و اگر ياريم نمى‌‏كردى، ضعيف و ناتوان بودم. پس تو مرا توانمند كردى و اگر تو با (عقل و دين) مرا زنده نمى‌‏كردى، من مرده (جهل) بودم و اگر عيب‌هايم را نمى‌‏پوشاندى، در همان معصيت اول، رسوا مى‏‌گشتم. خداوند چگونه خشنودى تو را نمى‌‏خواستم و حال آنكه تو به من عقل دادى و كاملش نمودى تا تو را بشناسم و حق و باطل را از هم تميز دهم و امر و نهى تو و علم و جهل و نور و ظلمت را از يك ديگر تشخيص دهم. سپس خداى متعال فرمايد: به عزت و جلال خودم سوگند در هيچ جا و در هيچ زمان حجابى ميان خود و تو قرار نخواهم داد؛ چنان كه با همه دوستانم همين كار را خواهم نمود. اى احمد! آيا مى‏‌دانى چه عيشى گواراتر و چه زندگى‌‏اى باقى‌‏تر است؟ عرض كرد: خداوندا نمى‌‏دانم. فرمود: آن زندگى‌‏اى گواراتر است كه صاحبش از ذكر من غافل نگردد و نعمت‌هايم را به باد فراموشى نسپارد و نسبت به حقم جاهل نماند و شب و روز به دنبال كسب خشنودى من باشد. و اما زندگى و حيات باقى‌‏تر اين است كه صاحبش آنقدر براى خويش عمل كند، كه دنيا در نظرش كوچك و آخرت بزرگ گردد و خواست مرا بر خواست خود مقدّم بدارد و رضايت مرا بطلبد و مرا با عظمت و بزرگ بداند و بداند كه در همه حال بر او اشراف دارم و از ياد نبرد كه همواره بر كردار و گفتارش آگاهم. پس اگر اراده گناه كرد، مراقب من باشد و دل خود را از آنچه ناخوش دارم، فارغ بدارد، شيطان و وسوسه‌‏هايش را دشمن بدارد و نگذارد بر دلش راه يابد، پس اگر چنين بود، دلش را از محبّت خود مالامال مى‏‌سازم تا در نتيجه قلب او را به ‏طور كامل متوجّه خود نمايم و دلش را از دنيا فارغ و به فكر آخرت مشغولش دارم و او را چون دوستان ديگرم، از نعمت‌ها بهره‏‌مند سازم، و چشم و گوش و قلبش را باز كنم، تا (حقيقت را) ببيند و جلالت و بزرگى مرا دريابد و طورى شود كه لذّت‌هاى دنيا را خوش ندارد و از دنيا بترسد و چنان كه چوپان گوسفندان خود را از چراگاه‌هاى خطرناك دور مى‌‏نمايد، او را از گناه‌ها دور سازم و چون بنده‌‏اى به اين مقام برسد، از مردم مى‌‏گريزد، و گوشه‌‏گيرى را اختيار مى‌‏نمايد و از دنياى فانى (فكرش) به آخرت باقى منتقل گردد و از وسوسه‌‏هاى شيطانى به خداوند پناه برد. اى احمد! چنين بنده‌‏اى را با شكوه و وقار زينت دهم، پس اين است عيش گوارا و زندگى دائمى و اين است مقام كسانى كه از من راضى‌‏اند. پس كسى كه ملتزم به كسب رضايت من گشت، سه خصلت را به او مى‏‌دهم: شكرگزارى‌‏اى‏ را به او مى‏‌آموزم كه خالى از جهل باشد و ذكرى به او بدهم كه با فراموشى همراه نگردد و حالتى به او دهم كه محبت مرا بر محبت مخلوقين مقدم بدارد و چون مرا دوست بدارد او را دوست دارم و چشم دلش را به عظمت خويش متوجه سازم و اينجا است كه چيزى را از او مخفى نمى‌‏دارم و بندگان خاص را به او نشان دهم و در تاريكى شب و روشنايى روز با او سخن گويم تا سخن گفتنش با مردم قطع شود و با ايشان مجالست ننمايد و كلام خود و فرشتگان را به گوشش برسانم و رازى را كه بر خلق نهفته‌‏ام به او بياموزم، و لباسى از حيا بر او بپوشانم، تا همه مخلوقين از او شرم نمايند و آمرزيده بر روى زمين راه رود و گوشش را شنوا و بصير گردانم، تا چيزى از بهشت و دوزخ بر او پنهان نماند، و او را به آنچه در قيامت بر مردم مى‏‌گذرد و هول و وحشتى كه گريبانشان را مى‌‏گيرد و چگونگى بازخواست توانگران و فقرا و جاهلان و عالمان آگاه سازم، (و چون بميرد) قبرش را روشن نمايم و نكير و منكر را براى سؤال نزد او بفرستم، اما اندوه مرگ و تاريكى قبر و لحد و ديدني‌هاى وحشت‌‏آور را بر او وارد نسازم تا در قيامت، به پاى ميزان اعمال آيد و نامه عملش را به دست راستش دهم و بدون واسطه با او سخن گويم و اينها است صفات دوستان من. اى احمد! همّت را و زبانت را يكى گردان و پيكرت را زنده بدار و لحظه‌‏اى از من غافل مباش. چون كسى كه از من غافل گردد، باكى نخواهم داشت كه در چه وادى هلاك مى‌‏گردد. اى احمد! خردت را به كار بند، پيش از اينكه از بين رود، و هر كس عقل خود را به كار گيرد، هيچ گاه در امرى گرفتار لغزش و طغيان نمى‌‏گردد. اى احمد! آيا مى‌‏دانى چرا و به چه چيز تو را بر ساير پيامبران برترى دادم؟ عرض كرد: نه خدايا. فرمود: به واسطه يقين و حسن خلق و سخاوت و مهربانى‌‏ات با مردم؛ و اوتاد زمين اين گونه‌‏اند و اوتاد نگشتند مگر با اين صفات. اى احمد! هنگامى كه شكم بنده گرسنه بود و زبانش را حفظ كرد، حكمت را به وى مى‌‏آموزم؛ اگر چه كافر باشد. اما اگر كافر باشد، حكمتش در قيامت بر او حجّت و وبال خواهد بود و اگر مؤمن باشد، حكمتش براى او نور و برهان و شفاء و رحمت مى‌‏گردد و چيزهايى را درمى‌‏يابد، كه پيش از اين نمى‌‏دانست و چيزهايى را مى‌‏بيند كه قبلا نمى‌‏ديد و نخستين چيزى كه مى‌‏بيند، عيب‌هاى خود او است؛ به ‏طورى كه به آن مشغول مى‌‏گردد و عيوب ديگران را نمى‌‏بيند، و او را بر دقايق علم آگاه مى‌‏سازم، به ‏طورى كه شيطان به سراغش نرود. اى احمد! عبادتى نزد من بهتر از سكوت و روزه نيست. پس كسى كه روزه گيرد، اما زبانش را حفظ نكند، مانند كسى است كه براى نماز بايستد، ولى چيزى نخواند. پس اجر ايستادن به او مى‌‏دهم، ولى اجر عابدان را به او نمى‌‏دهم. اى احمد! آيا مى‌‏دانى بنده چه وقت عابد به حساب مى‌‏آيد؟ عرض كرد: نه، فرمود: وقتى كه هفت خصلت در او جمع شود، كه عبارت است از: ورعى كه او را از حرام‌ها باز دارد؛ خاموشى‌‏اى كه او را از سخنان بيهوده نگاه دارد؛ ترسى كه هر روز بر گريه‌‏اش بيفزايد؛ حيا و شرمى كه او را در نهان از من شرمنده سازد؛ به اندازه رفع گرسنگى غذا بخورد؛ چون من دنيا را دشمن مى‌‏دارم، او نيز دنيا را دشمن بدارد؛ چون من خوبان را دوست مى‏دارم، او نيز آنها را دوست بدارد. اى احمد! اين گونه نيست كه هر كس بگويد: خدا را دوست دارم، مرا دوست داشته باشد؛ مگر اينكه اين اوصاف را در خود گرد آورد: از دنيا به اندازه قوت روزانه برگيرد و لباس ساده بپوشد و در حال سجده به خواب رود و نماز و عبادت را طول دهد و سكوت را شعار خود سازد، و بر من توكّل كند و بسيار بگريد و اندك بخندد و با هواى نفس مخالفت كند و مسجد را خانه خود گيرد و دانش را صاحب گردد، و با زهد همنشين شود، و على را دوست گيرد و با فقرا مأنوس گردد و رضايت مرا طلب كند و سخت از گناه‌كاران بگريزد و به ياد من مشغول باشد و همواره تسبيح را بر لب داشته باشد و در عهد و پيمان صادق باشد و به عهد وفا نمايد و دلش را پاك نگاه دارد و در نماز اين پاكى را بيشتر مراعات نمايد و در انجام فرايض كوشا باشد و به پاداشى كه نزد من است دل دهد و از عذابم ترسان باشد و با دوستانم نزديك گردد و همنشين آنان باشد. اى احمد! اگر بنده‌‏اى به اندازه اهل آسمان و زمين نماز بخواند و به اندازه آنان روزه بگيرد و چون فرشتگان از غذا دورى كند و بسان برهنگان، لباس پوشد و به اندازه خردلى دوستى دنيا را در دل داشته باشد و يا مشتاق شهرت‏ و يا رياست و يا زينت آن باشد، به بهشت نخواهد رفت و همسايه من‏ در خانه‌‏ام نخواهد بود و محبّت خود را از دل او دور خواهم كرد (و در پايان) درود و رحمت من بر تو باد.}}
|از حضرت امير عليه السّلام روايت است كه پيامبر (ص) در شب معراج از خداوند پرسيد: پروردگارا كدام عمل فضيلت بيشترى دارد؟ خداوند پاسخ داد: چيزى نزد من از توكّل به خودم و خشنودى از تقسيم بالاتر نيست. اى محمّد! دوستى خود را نسبت به دوست‌داران لازم نمودم، و محبت خود را به افراد مهربان كه در راه من مهربانى مى‌‏كنند، واجب كردم و محبّت خود را نسبت به كسانى كه به من پيوسته‌‏اند و افرادى كه بر من توكّل نموده‌‏اند، لازم ديدم. بايد بدانى كه دوستى من پايانى ندارد و هر گاه بر دوستى خود نسبت به ايشان بيفزايم، نشانه‌‏اى در آن قرار مى‌‏دهم. آنان كسانى هستند كه چون من به مخلوقاتم مى‌‏نگرند و نيازهاى خود را نزد مردم ابراز نمى‌‏كنند و شكم‌ها را از حرام نگاه مى‌‏دارند. در دنيا به ذكر و محبت من غرق در نعمت‌اند و نهايت رضايت را از ايشان دارم. اى احمد! اگر دوست مى‌‏دارى كه باورع‌‏ترين مردم باشى، نسبت به دنيا زهد پيشه كن و به آخرت تمايل داشته باش. پرسيد: خدايا چگونه زاهدترين باشم؟ فرمود: در دنيا اندكى‏ از خوراكي‌ها و نوشيدنی‌ها و پوشيدنی‌ها برگير و براى روز بعد ذخيره مكن و بر ذكر من مداومت نما. پرسيد: چگونه بر ذكر تو مداومت كنم؟ فرمود: با دورى از مردم و گرويدن به خلوت و عدم توجّه به تلخ و شيرين دنيا و خالى داشتن شكم و خانه‌ات از نعمت‌هاى دنيايى. اى احمد! بر حذر باش كه مانند كودكان نباشى، كه هر رنگى را مى‌‏بينند و هر چيزى را از ترش و شيرين كه به دست مى‌‏آورند، مغرور مى‌‏گردند. عرض كرد: خدايا مرا به كارى دعوت كن كه با انجام آن به تو نزديك شوم؟ فرمود: شب خود را روز قرار بده و روزت را شب. پرسيد: چگونه؟ فرمود: خوابت را در شب تبديل به نماز و غذايت را در روز گرسنگى كن (و روزه بگير). اى احمد! سوگند به جلال و عزّتم، اگر بنده‏‌اى چهار خصلت را برايم ضمانت نمايد، او را در بهشت داخل مى‌‏كنم: زبانش را جز در موارد لازم باز نكند و دلش را از وسواس حفظ كند و بداند كه من نسبت به تمام حالاتش علم دارم و او را مى‌‏بينم و نور چشمش را گرسنگى بداند(روزه بگيرد). اى احمد! اگر شيرينى گرسنگى (و روزه) و خاموشى و خلوت و دورى از مردم و نتايجى كه در پى دارند، مى‌‏چشيدى (هميشه بر آنها ملازمت مى‌‏كردى)؟ پرسيد: خداوندا نتيجه گرسنگى چيست؟ فرمود: كسب حكمت و دانش و حفظ قلب و تقرّب به من و حزن دائم و سبكى مخارج زندگى در ميان مردم و گفتن سخن حقّ است و باك نداشتن از اينكه زندگى با آسانى مى‌‏گذرد يا با سختى. اى احمد! آيا مى‌‏دانى بنده در چه وقت به من تقرّب مى‌‏يابد؟ عرضه داشت: نه اى پروردگار من. فرمود: هنگامى كه گرسنه (و روزه) باشد و يا در حال سجده. اى احمد! در شگفتم از سه كس: بنده‌‏اى كه در حال نماز است و مى‌‏داند به سوى چه كسى دست را بالا برده و مقابل چه كسى ايستاده و چرت مى‌‏زند و در شگفتم از كسى كه خوراك يك روز را دارد، با اين وصف در فكر مخارج فردا است و برايش تلاش مى‌‏كند، و در شگفتم از بنده‌‏ام كه نمى‌‏داند من از او راضيم يا خشمگين، با اين حال مى‌‏خندد. اى احمد! در بهشت قصرى از لؤلؤ و دُرّ ساخته شده كه بندگان خاص را به آنجا برم و هر روز هفتاد بار به ايشان مى‌‏نگرم و با آنان سخن مى‌‏گويم و در هر بار نگاه، قصرشان را هفتاد برابر وسيع مى‌‏نمايم، و هنگامى كه اهل بهشت با خوراك و نوشيدنى لذّت برند، ايشان با ياد و سخن گفتن با من لذّت مى‌‏برند. پرسيد: خدايا نشانه اينان چيست؟ فرمود: آنان كسانى هستند كه زبان خود را از گفتار بيهوده و شكمشان را از زيادى طعام حفظ مى‌‏نمايند. اى احمد! محبّت و دوستى من، دوستى با فقرا و معاشرت و آميزش با ايشان است، پرسيد: فقرا چه كسانى هستند؟ فرمود: كسانى هستند كه به اندک از مال دنيا خرسندند، و بر گرسنگى صبر مى‌‏كنند و در نعمت و آسايش سپاس‌گزارند، و از گرسنگى و تشنگى خود به‏ كسى شكوه نمى‌‏برند و دروغ نمى‌‏گويند و بر من خشم نمى‌‏گيرند، و به آنچه از دنياى ايشان فوت شده، غمگين و محزون نمى‌‏گردند و به آنچه به ايشان رسيده، خوشحال نمى‌‏شوند. اى احمد! دوستى با من، دوستى با فقرا است. پس به ايشان نزديك شو و آنان را به خود نزديك كن و در مجالس‌شان حاضر شو تا من به تو نزديك شوم و از توانگران و مجالس‌شان دورى كن. زيرا فقرا دوستان من هستند. اى احمد! لباس‌هاى فاخر و نرم را بر خود مپوش و خوراك‌هاى رنگارنگ را مخور و خوابگاه خود را نرم مكن. زيرا نفس جايگاه هر شرّ و دوست هر بدى است. تو او را به اطاعت خدا وامى‌‏دارى و نفس تو را به گناه او فرا مى‌‏خواند و در اطاعت خدا با تو مخالفت مى‌‏نمايد و در آنچه خوش ندارى، اطاعتت مى‌‏كند و هنگامى كه سيرش كنى، سر به طغيان برمى‌‏دارد، و چون گرسنه بماند، شكايت مى‌‏كند و چون محتاج شود، خشم مى‌‏گيرد و چون توانگر گردد، تكبّر مى‏‌نمايد و چون به مقامى برسد، مرا فراموش مى‌‏كند، و چون ايمن گردد، از (من) غافل مى‌‏گردد. او به شيطان نزديك است و مَثَل آن، مَثَل شتر مرغ است؛ بسيار مى‌‏خورد و بار نمى‏‌برد و بسان خرزهره است كه رنگى زيبا و طعمى تلخ دارد. اى احمد! دنيا و اهل آن را دوست مدار و آخرت و اهل آن را دوست خود گير. پرسيد خدايا اهل دنيا و آخرت چه كسانى هستند؟ فرمود: اهل دنيا كسى است كه بسيار بخورد و بسيار بخندد و بسيار خشم گيرد و هر اندازه مال داشته باشد، راضى نگردد. به كسى كه بدى كرده، عذر نمى‌‏خواهد، و كسى كه از او عذر بخواهد، نمى‌‏پذيرد. هنگام طاعت و عبادت‏، كسل و هنگام معصيت، شجاع است. آرزويش دراز و مرگش نزديك است و خود را محاسبه نمى‏‌كند، سودش به ديگران كم و گفتارش بسيار است. ترسش (از خدا) اندك و هنگام خوردن غذا بسيار شاد است، و هنگام رسيدن نعمت از خدا سپاسگزارى نمى‌‏كند و موقع بلا صبر ندارد. مردم را با ديده تحقير مى‏نگرد و خود را مى‏ستايد كه چنين و چنان كردم؛ در حالی كه كارى صورت نمى‌‏دهد و به چيزى كه از او نيست و ديگران را دعوت مى‌‏كنند و بر ديگران (اگر كارى كوچك كرده باشند) منّت مى‌‏گذارند و همواره از بدي‌هاى مردم سخن مى‏‌گويند. اى احمد! دنيا پرستان زشتي‌هاى بسيارى دارند، از جمله نادان هستند و احمق و به استاد خود احترام نمى‌‏گذارند و خود را عاقل و خردمند مى‏دانند، و حال اينكه نزد عارفان، گروهى احمق هستند. اى احمد! اهل خير و آخرت، صورت‌هاى نحيف و لاغرى دارند و حياى ايشان بسيار و حماقتشان اندك و سودشان به ديگران بي‌شمار و نيرنگشان كم است و مردم از دستشان در آسايش‌‏اند و نفسشان در رنج، گفتارشان وزين است و خود را محاسبه مى‌‏كنند و نفس را به زحمت مى‌‏اندازند. چشمانشان مى‏‌خوابد، اما دل‌هايشان بيدار است. چشمانشان گريان و دل‌هايشان به ياد من است. هنگامى كه مردم از غافلان نوشته شوند، ايشان از ذاكران محسوب مى‌‏گردند. در آغاز نعمت حمد خدا را و در آخرش شكر او را به ‏جا مى‌‏آورند. دعايشان به نزد خدا بالا مى‌‏رود و كلامشان شنيده مى‌‏شود و فرشتگان را شاد مى‏‌كند و دعايشان به زير عرش مى‌‏رسد و خداوند دوست مى‌‏دارد آن را بشنود، چنان كه مادر و فرزند را، و لحظه‌‏اى از خدا غافل نمى‌‏گردند. زيادى طعام و غذا را نمى‌‏خواهند، و لباس‌هاى بسيار براى خود تهيه نمى‌‏كنند. مردمان (دنياپرست) نزد ايشان چون مرده تلقى مى‏‌گردد و خدا را حىّ و بزرگوار مى‌‏دانند. پشت‌‏كنندگان را به (خدا) دعوت مى‌‏كنند و به واردين، مهربانى بسيار كنند و دنيا و آخرت در نظرشان يكسان است. اى احمد! آيا مى‌‏دانى زاهدان نزد من چه مقامى دارند؟ عرض كرد: نه خداى من. فرمود: در روز رستاخيز كه مردم به پاى حساب مى‌‏روند و به اعمالشان سخت‌‏گيرى مى‏‌شود، ايشان از حساب در امانند و كوچکترين چيزى كه در آخرت به زاهدان مى‏بخشم، همه كليدهاى بهشت است تا هر درى را كه مى‌‏خواهند بگشايند و رويم را از آنان نمى‌‏پوشانم و آنان را به اقسام نعمت‌ها مثل تكلّم با آنان، خشنود مى‌‏سازم، و ايشان را در جايگاه «صدق» مى‏‌نشانم و اعمال نيك و رنجى كه در دنيا ديده‏‌اند را به يادشان مى‌‏آورم و چهار در را به رويشان مى‏‌گشايم: درى كه صبح و شام هديه‌‏ها از سوى من به سويشان گسيل مى‌‏گردد و درى كه از آن به سوى من بدون سختى و هر گونه كه خواستند، مى‌‏نگرند و درى كه از آن به اهل آتش نگاه مى‌‏كنند و ستم‌كاران را مى‌‏بينند كه به چه عذاب‌هايى گرفتارند و درى كه از آن، كنيزكان‏ و حور العين نزدشان مى‌‏روند. پرسيد: خدايا اين زاهدان چه كسانى هستند؟ فرمود: زاهد كسى است كه خانه‌‏اى ندارد تا خراب شود و برايش مغموم گردد و فرزندى ندارد كه از مرگش محزون شود و مالى ندارد كه از دستش برود و برايش اندوهگين شود و كسى او را نمى‌‏شناسد، تا لحظه‌‏اى از ذكر خدا بازش بدارد، و پس‌مانده غذا ندارد كه در باره‌‏اش از او بازخواست شود و جامه نرمى هم ندارد. اى احمد! صورت‌هاى زاهدان از خستگى شب و روزه روز به زردى مى‌‏گرايد و زبانشان به ذكر خدا مشغول است. دل‌هايشان از كثرت سكوت، ملول‌ است و سخت در تلاش عبادت‌اند؛ نه از ترس آتش و يا شوق بهشت، بلكه به ملكوت آسمان‌ها و زمين مى‌‏نگرند (و قدرت او را مى‏‌بينند) و مى‌‏فهمند كه او شايسته عبادت است. اى احمد! اين درجه پيامبران و صديقان است كه به امّت تو و امّت‌هاى پيامبران پيشين و به برخى از شهيدان داده‏‌ام. عرض كرد: خدايا زاهدان امّت من بيشترند، يا زاهدان بنى اسرائيل؟ فرمود: زاهدان بنى اسرائيل نسبت به زاهدان امّت تو، مانند يك موى سياه در بدن گاوى سفيد است. پرسيد: چگونه چنين است و حال اينكه عدد آنان بيشتر بوده است؟ فرمود: عدد آنان بيشتر بود، اما پس از يقين، گرفتار شک شدند و پس از اقرار، به انكار گرويدند. پيامبر صلّى اللَّه عليه و آله و سلم روايت كرد كه در اين موقع، خدا را سپاس گفتم و براى زاهدان امت خود، دعا كردم و رحمت و ساير خيرات را بر ايشان خواستار گرديدم تا هميشه ثابت قدم بمانند. اى احمد! ورع و پرهيزكارى را شيوه و شعار خود ساز، زيرا ورع اول و وسط و آخر دين است و به وسيله آن مى‌‏توان به خداوند تقرّب جست. اى احمد! ورع زينت مؤمن و ستون دين است و مانند كشتى در دريا است كه هر كس بر آن سوار شود نجات يابد و زاهدان نجات نمى‏‌يابند مگر به داشتن ورع. اى احمد! هيچ بنده‌‏اى مرا نشناخت و برايم تواضع ننمود، مگر اينكه همه چيز را برايش فروتن مى‌‏سازم. اى احمد! به وسيله ورع است كه درهاى عبادت به روى بنده باز مى‌‏گردد و به وسيله آن بنده من نزد مردم بزرگ مى‌‏گردد و به خداى خود تقرّب مى‏‌جويد و مقامى ارجمند كسب مى‌‏نمايد. اى احمد! خاموشى را شيوه خود ساز، زيرا آبادترين مكان‌ها قلوب كسانى است كه با خاموشى و خوددارى از سخنان بيهوده، قلب خود را آباد می‌كنند و خراب‏‌‌ترين مكان‌ها دل‌هاى كسانى است كه با سخنان لغو و بيهوده دل‌هاى خود را ويران مى‌‏سازند. اى احمد! عبادت ده جزء دارد، و نه جزء آن در طلب روزى و كسب حلال است و اگر تلاش نمودى كه خوراكت پاك و حلال باشد، در پناه من خواهى بود. پرسيد: خدايا آغاز عبادت چيست؟ فرمود: خاموشى و روزه گرفتن. پرسيد: خداوندا نتيجه روزه‏‌دارى چيست؟ فرمود: نتيجه روزه كسب حكمت و حكمت سبب معرفت و معرفت سبب يقين مى‏‌گردد و هر گاه مرتبه يقين براى بنده‌‏اى حاصل شود، به زندگى خود اهميّت نمى‌‏دهد، كه آيا به سختى مى‌‏گذرد يا به راحتى؟ چون هنگام مرگ بنده فرا مى‌‏رسد، در حالت مرگ، فرشتگان بر بالين سرش حاضر و هر كدام كاسه‌‏اى پر از آب كوثر و كاسه‌‏اى از شراب (بهشتى) بر دو دست دارند و به او مى‏‌نوشانند تا تلخى و سختى مرگ از او دفع شود و او را به بشارتى بزرگ مژده دهند و به او مى‏‌گويند: خوش آمدى و چه جايگاه نيكويى برايت آماده گشته و تو بر خداى عزيز و كريم و دوست نزديك خود واردشده‌‏اى. سپس روحش از دست فرشتگان به پرواز درآيد و به سوى خدا بالا رود و در كم‌ترين وقتى حجاب بين او و خداوند برداشته شود و خداوند مشتاق ديدار او است و روح اين بنده در كنار چشمه‌‏اى نزد عرش مى‌‏نشيند. سپس از او سؤال شود: چگونه دنيا را ترك گفتى؟ گويد: خدايا به عزّت و جلالت سوگند خبرى از دنيا ندارم، زيرا از آغاز زندگى، از تو ترسان بوده‌‏ام (و توجهى به امور دنيا نداشته‌‏ام) خداوند فرمايد: آرى راست گفتى، پيكرت در دنيا و روحت با من بود. اكنون هر چه خواهى طلب كن تا به تو عطا كنم و اين است بهشت من كه بر تو مباح شده، تا در همسايگى من ساكن شوى، پس روح مؤمن گويد: خدايا خود را به من شناساندى و من از شناخت تو از ديگران بى‌‏نياز گشتم و سوگند به عزّت و جلالت، اگر خشنودى تو در اين بود كه بدنم قطعه قطعه گردد و هر روز هفتاد بار به سخت‏‌ترين شيوه‌‏ها كشته شوم، من رضايت تو را از صميم قلب مى‏‌طلبيدم. پروردگارا چگونه خودخواه و متكبّر مى‌‏شدم و حال اينكه من ذليل دست تو بودم و اگر تو دستم را نمى‌‏گرفتى و توفيق عنايت نمى‌‏كردى، من مغلوب (نفس) بودم و اگر ياريم نمى‌‏كردى، ضعيف و ناتوان بودم. پس تو مرا توانمند كردى و اگر تو با (عقل و دين) مرا زنده نمى‌‏كردى، من مرده (جهل) بودم و اگر عيب‌هايم را نمى‌‏پوشاندى، در همان معصيت اول، رسوا مى‏‌گشتم. خداوند چگونه خشنودى تو را نمى‌‏خواستم و حال آنكه تو به من عقل دادى و كاملش نمودى تا تو را بشناسم و حق و باطل را از هم تميز دهم و امر و نهى تو و علم و جهل و نور و ظلمت را از يك ديگر تشخيص دهم. سپس خداى متعال فرمايد: به عزت و جلال خودم سوگند در هيچ جا و در هيچ زمان حجابى ميان خود و تو قرار نخواهم داد؛ چنان كه با همه دوستانم همين كار را خواهم نمود. اى احمد! آيا مى‏‌دانى چه عيشى گواراتر و چه زندگى‌‏اى باقى‌‏تر است؟ عرض كرد: خداوندا نمى‌‏دانم. فرمود: آن زندگى‌‏اى گواراتر است كه صاحبش از ذكر من غافل نگردد و نعمت‌هايم را به باد فراموشى نسپارد و نسبت به حقم جاهل نماند و شب و روز به دنبال كسب خشنودى من باشد. و اما زندگى و حيات باقى‌‏تر اين است كه صاحبش آنقدر براى خويش عمل كند، كه دنيا در نظرش كوچك و آخرت بزرگ گردد و خواست مرا بر خواست خود مقدّم بدارد و رضايت مرا بطلبد و مرا با عظمت و بزرگ بداند و بداند كه در همه حال بر او اشراف دارم و از ياد نبرد كه همواره بر كردار و گفتارش آگاهم. پس اگر اراده گناه كرد، مراقب من باشد و دل خود را از آنچه ناخوش دارم، فارغ بدارد، شيطان و وسوسه‌‏هايش را دشمن بدارد و نگذارد بر دلش راه يابد، پس اگر چنين بود، دلش را از محبّت خود مالامال مى‏‌سازم تا در نتيجه قلب او را به ‏طور كامل متوجّه خود نمايم و دلش را از دنيا فارغ و به فكر آخرت مشغولش دارم و او را چون دوستان ديگرم، از نعمت‌ها بهره‏‌مند سازم، و چشم و گوش و قلبش را باز كنم، تا (حقيقت را) ببيند و جلالت و بزرگى مرا دريابد و طورى شود كه لذّت‌هاى دنيا را خوش ندارد و از دنيا بترسد و چنان كه چوپان گوسفندان خود را از چراگاه‌هاى خطرناك دور مى‌‏نمايد، او را از گناه‌ها دور سازم و چون بنده‌‏اى به اين مقام برسد، از مردم مى‌‏گريزد، و گوشه‌‏گيرى را اختيار مى‌‏نمايد و از دنياى فانى (فكرش) به آخرت باقى منتقل گردد و از وسوسه‌‏هاى شيطانى به خداوند پناه برد. اى احمد! چنين بنده‌‏اى را با شكوه و وقار زينت دهم، پس اين است عيش گوارا و زندگى دائمى و اين است مقام كسانى كه از من راضى‌‏اند. پس كسى كه ملتزم به كسب رضايت من گشت، سه خصلت را به او مى‏‌دهم: شكرگزارى‌‏اى‏ را به او مى‏‌آموزم كه خالى از جهل باشد و ذكرى به او بدهم كه با فراموشى همراه نگردد و حالتى به او دهم كه محبت مرا بر محبت مخلوقين مقدم بدارد و چون مرا دوست بدارد او را دوست دارم و چشم دلش را به عظمت خويش متوجه سازم و اينجا است كه چيزى را از او مخفى نمى‌‏دارم و بندگان خاص را به او نشان دهم و در تاريكى شب و روشنايى روز با او سخن گويم تا سخن گفتنش با مردم قطع شود و با ايشان مجالست ننمايد و كلام خود و فرشتگان را به گوشش برسانم و رازى را كه بر خلق نهفته‌‏ام به او بياموزم، و لباسى از حيا بر او بپوشانم، تا همه مخلوقين از او شرم نمايند و آمرزيده بر روى زمين راه رود و گوشش را شنوا و بصير گردانم، تا چيزى از بهشت و دوزخ بر او پنهان نماند، و او را به آنچه در قيامت بر مردم مى‏‌گذرد و هول و وحشتى كه گريبانشان را مى‌‏گيرد و چگونگى بازخواست توانگران و فقرا و جاهلان و عالمان آگاه سازم، (و چون بميرد) قبرش را روشن نمايم و نكير و منكر را براى سؤال نزد او بفرستم، اما اندوه مرگ و تاريكى قبر و لحد و ديدني‌هاى وحشت‌‏آور را بر او وارد نسازم تا در قيامت، به پاى ميزان اعمال آيد و نامه عملش را به دست راستش دهم و بدون واسطه با او سخن گويم و اينها است صفات دوستان من. اى احمد! همّت را و زبانت را يكى گردان و پيكرت را زنده بدار و لحظه‌‏اى از من غافل مباش. چون كسى كه از من غافل گردد، باكى نخواهم داشت كه در چه وادى هلاك مى‌‏گردد. اى احمد! خردت را به كار بند، پيش از اينكه از بين رود، و هر كس عقل خود را به كار گيرد، هيچ گاه در امرى گرفتار لغزش و طغيان نمى‌‏گردد. اى احمد! آيا مى‌‏دانى چرا و به چه چيز تو را بر ساير پيامبران برترى دادم؟ عرض كرد: نه خدايا. فرمود: به واسطه يقين و حسن خلق و سخاوت و مهربانى‌‏ات با مردم؛ و اوتاد زمين اين گونه‌‏اند و اوتاد نگشتند مگر با اين صفات. اى احمد! هنگامى كه شكم بنده گرسنه بود و زبانش را حفظ كرد، حكمت را به وى مى‌‏آموزم؛ اگر چه كافر باشد. اما اگر كافر باشد، حكمتش در قيامت بر او حجّت و وبال خواهد بود و اگر مؤمن باشد، حكمتش براى او نور و برهان و شفاء و رحمت مى‌‏گردد و چيزهايى را درمى‌‏يابد، كه پيش از اين نمى‌‏دانست و چيزهايى را مى‌‏بيند كه قبلا نمى‌‏ديد و نخستين چيزى كه مى‌‏بيند، عيب‌هاى خود او است؛ به ‏طورى كه به آن مشغول مى‌‏گردد و عيوب ديگران را نمى‌‏بيند، و او را بر دقايق علم آگاه مى‌‏سازم، به ‏طورى كه شيطان به سراغش نرود. اى احمد! عبادتى نزد من بهتر از سكوت و روزه نيست. پس كسى كه روزه گيرد، اما زبانش را حفظ نكند، مانند كسى است كه براى نماز بايستد، ولى چيزى نخواند. پس اجر ايستادن به او مى‌‏دهم، ولى اجر عابدان را به او نمى‌‏دهم. اى احمد! آيا مى‌‏دانى بنده چه وقت عابد به حساب مى‌‏آيد؟ عرض كرد: نه، فرمود: وقتى كه هفت خصلت در او جمع شود، كه عبارت است از: ورعى كه او را از حرام‌ها باز دارد؛ خاموشى‌‏اى كه او را از سخنان بيهوده نگاه دارد؛ ترسى كه هر روز بر گريه‌‏اش بيفزايد؛ حيا و شرمى كه او را در نهان از من شرمنده سازد؛ به اندازه رفع گرسنگى غذا بخورد؛ چون من دنيا را دشمن مى‌‏دارم، او نيز دنيا را دشمن بدارد؛ چون من خوبان را دوست مى‏دارم، او نيز آنها را دوست بدارد. اى احمد! اين گونه نيست كه هر كس بگويد: خدا را دوست دارم، مرا دوست داشته باشد؛ مگر اينكه اين اوصاف را در خود گرد آورد: از دنيا به اندازه قوت روزانه برگيرد و لباس ساده بپوشد و در حال سجده به خواب رود و نماز و عبادت را طول دهد و سكوت را شعار خود سازد، و بر من توكّل كند و بسيار بگريد و اندك بخندد و با هواى نفس مخالفت كند و مسجد را خانه خود گيرد و دانش را صاحب گردد، و با زهد همنشين شود، و على را دوست گيرد و با فقرا مأنوس گردد و رضايت مرا طلب كند و سخت از گناه‌كاران بگريزد و به ياد من مشغول باشد و همواره تسبيح را بر لب داشته باشد و در عهد و پيمان صادق باشد و به عهد وفا نمايد و دلش را پاك نگاه دارد و در نماز اين پاكى را بيشتر مراعات نمايد و در انجام فرايض كوشا باشد و به پاداشى كه نزد من است دل دهد و از عذابم ترسان باشد و با دوستانم نزديك گردد و همنشين آنان باشد. اى احمد! اگر بنده‌‏اى به اندازه اهل آسمان و زمين نماز بخواند و به اندازه آنان روزه بگيرد و چون فرشتگان از غذا دورى كند و بسان برهنگان، لباس پوشد و به اندازه خردلى دوستى دنيا را در دل داشته باشد و يا مشتاق شهرت‏ و يا رياست و يا زينت آن باشد، به بهشت نخواهد رفت و همسايه من‏ در خانه‌‏ام نخواهد بود و محبّت خود را از دل او دور خواهم كرد (و در پايان) درود و رحمت من بر تو باد.}}


==پانویس==
==پانویس==
کاربر ناشناس